|


سعد المهدي
ابن نافل والحالة الهلالية
2023-05-13
أنهى الهلال موسمه الحالي بنيله كأس الملك، الذي تسلمه من يد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وأبقى على بعض المكتسبات التي كان ينوي تحقيقها، ما يجعله موسمًا ناجحًا، لكن بغير المقياس الهلالي.
اللعب على ثلاثة نهائيات من واقع أربع مسابقات، مرتبة تتجاوز المشاركة إلى المنافسة، وتحصيل منجز من بينها “كأس الملك” أغلى مسابقات الموسم الثلاث “دوري ـ سوبر ـ كأس الملك”، عمل ناجح ولو بنتائج ناقصة، وهو في حال الهلال لا يمكن إنكار ما اعترض مسيرته من مصاعب تفوق التحديات.
ومن استمع إلى ما قاله رئيس النادي فهد بن نافل بعد التتويج، يتأكد له أن ثمة ما هو أقوى من المصاعب، وأقرب إلى العراقيل “المفتعلة” التي زادتها الطبيعية سوءًا، وإن لم يفصح عن شيء منها صراحة، تسببت في ألا يأخذ فرصته الكاملة في المنافسة، وأن نيل كأس الملك كان عصارة ما تبقى من جهد وإصرار، وتحدٍ “للكل” أن يبقى الهلال على عاداته، وفيًا مع جمهوره.
مكسب الهلال الآخر، قراره يخص الهلاليين، هو تزكية ابن نافل لفترة رئاسية جديدة، يمكن له خلالها تنفيذ “استراتيجية” ما بعد إرساء قواعد العمل، إلى نقل النادي مرتبة أعلى تتجاوز “الطموح” لجمع البطولات، إلى صنع الاستدامة التي توفر للنادي الكوادر البشرية الصالحة في الألعاب والإدارة، للتعاطي مع متطلبات العقدين المقبلين.
الهلال النادي كيان متفرد في مسيرته، وخصوصية ثقافته وتقاليده، بفضل البيئة التي وفَّرها له الآباء المؤسسون، بقيادة الشيخ ابن سعيد، وهي التي يمكن لها أن تتماهى مع التطوير والتجديد، وفيها تتظافر الجهود لتمكين مجالس الإدارات من العمل في ظروف تسمح بالمبادرة والإقدام، وتصويب الأخطاء وتصفير الخلاف، وهو ما أنتج فرق ألعاب ولاعبين على تماس مباشر مع هذه الحالة الهلالية، والتمازج مع متطلباتها، واستشعار قيمتها عند تمثيل النادي.
تفاصيل وكواليس العمل الناجح، تتخلله أخطاء ونواقص، والعبرة بمجمل النتائج والأهمية في الفرق بين الاجتهاد والإهمال، بين التخطيط وترك الأحداث تتحكم في القرارات، وأرى أن الرئيس “ابن نافل” بمعاونة شخصيات الهلال وجمهوره، قادر بالعمل مع أعضاء إدارته ومساعديهم في إدارات النادي، على تحقيق القفزة النوعية التي تتوافق مع منجزات الهلال، واسمه وسمعته على كل الأصعدة.
الهلال ليس بالضرورة أن يجعل من منافسيه “خصومًا” حتى لو أرادوا ذلك، إن مسيرته الناجحة بالأرقام على مستوى البطولات ومنصات التواصل والميزانيات والشعبية، تحتم عليه ألا يلتفت للخلف حتى لا يفقد ولو خطوة واحدة للأمام.