|


عبد العزيز الزامل
البدايات العظيمة «الصومعة»
2023-05-16
بالنسبة لي أجمل الأعمال هي تلك التي يتم اقتباسها من الكتب، أو القصص المصورة، أو المراجع أيًا كانت. هذه الأعمال غالبًا ما تحتوي على عناصر مثيرة وقوية تجعل صناعة العمل أكثر متانة. تفاصيل مثل “الحوارات، تطور الشخصيات، التغييرات في المبادئ والأفكار.. وغيرها من الأمور التي تعطي بعدًا قويًا للشخصية وثقلًا في تكوينها” في الكتب والقصص المصورة يتم الاهتمام بهذه الأمور بشكل قوي لعدم وجود اعتماد فعلي على الصورة أو الممثل، فيكون الأثر على الكتابة والحوار أقوى، ومن بعد ذلك يكون اختيار الممثلين، والأداء التمثيلي وغيرها، فمتى ما كانت الأولى عميقة تحسنت الثانية وبقوة.
حديث اليوم هو أحد الأعمال المقتبسة من كتاب، ولم يسبق لي أن قرأت الكتاب، ولكن العامل الأول في التفاؤل بالنسبة لي، الاقتباس من عمل ووجود مرجع، كان حاضرًا.
الصومعة أو “SILO” هو مسلسل ديستوبيا تلفزيوني أمريكي من إنشاء جراهم يوست، مقتبس عن سلسلة روايات الصومعة للروائي هيو هاو. الديستوبيا هي مفهوم يعني المدينة الفاسدة، وهو ما يعكس في الأدب بشكل مخالف للمدينة الفاضلة، وهي العالم الذي يجسد على شكل مجتمع فاسد وغير مرغوب فيه، بل وهو مجتمع تخيلي فاسد تسوده الفوضى وليس للخير فيه مكان، يحكمه الشر المطلق.
يتحول الإنسان في هذا العالم إلى مسخ مكرر ينتحر المسخ المكرر الآخر في دائرة قمع وفقر ومرض. وبالنهاية لا يظهر في هذا العالم سوى السواد الدامس.
بالعودة للمسلسل، هذا العمل يأتي ببطولة مجموعة من الشخصيات وهي ريبيكا فيرجسون وتيم روبنز ورشيدة جونز وديفيد أوكيلو وكومن وهارييت والتر، وصدر للمسلسل حتى الآن ثلاث حلقات على منصة الكيف وليس الكم، سبق لي مديح منصة آبل تي في بلص في أكثر من موقع.
قصة العمل تحكي عن عالم تخيلي يعيش فيه مجموعة من الناس بداخل صومعة عملاقة تمتد لما يزيد عن 140 طابقًا تحت الأرض، ويؤمن البشر فيها بأن الأرض مكان ملوث لا يمكن العيش فيه. وبالتالي يبقى البشر في داخل الصومعة للأبد.
بدأ عرض هذا العمل في تاريخ الخامس من مايو، وبدأ معه المشاهدون في عيش قصة مثيرة بدأت مع الزوجة، ثم زوجها رئيس قسم الشرطة ثم في ثالث الحلقات مع الشخصية التي قد تكون هي أساس كل العمل، وهي الميكانيكية.