|


إيميليانو نجل دياز.. فشل لاعبا ويبحث عن النجاح مدربا

الرياض - إبراهيم الأنصاري 2023.05.17 | 12:14 am

وسامته وابتسامته الهادئة التي لا تفارق وجهه، مع طول قامته التي توحي إلى من يراه بأنه أستاذاً في الجامعة، أو رجل أعمال شهير، وليس مساعد مدرب كرة قدم، رغم أن بعض ملامحه تشبه إلى حد كبير والده رامون دياز، الذي عمل طوال حياته مع ابنه إيميليانو بالمثل القائل: كن لابنك معلماً وهو طفل، وصديقاً حين يكبر.
في عام 1982 تزوج رامون من ميرتا التي تعرف عليها عن طريق صديقه ورفيق دربه دانييل باساريلا، ولم تمنع ميول ميرتا المتيمة بحب بوكا جونيورز الغريم التقليدي لريفر بليت في بوينس آيرس العاصمة الأرجنتينية، دياز من الارتباط بها إلى درجة أنها اشترطت أن يكون منزلهما الأول مطلياً باللونين الأزرق والأصفر، وما كان من العاشق إلا الموافقة على شرط عشيقته رغم أن قلبه ينبض بحب «المليارديرات».
شهد العام ذاته، ولادة إيميليانو الابن البكر لرامون دياز في مدينة نابولي، حين كان والده يمثل فريق الجنوب الإيطالي الذي لم يكن حينها شهيرًا إلى ذات الحد الذي بلغه بعد وصول دييجو مارادونا الأسطورة الأرجنتينية الراحل وغريم والده، بعد أن أتهمه الأخير بأنه كان سبباً في إبعاده عن الانضمام لصفوف منتخب بلاده طوال الفترة التي كان مارادونا ضمن صفوف «التانجو».
لم تمنع العداوة التاريخية بين والده ومارادونا، إيميليانو من عشق الأخير حتى أن الأسطورة الأرجنتيني الراحل أهداه كتاب السيرة الذاتية الخاصة به، وتناول خلال أحد فصول الكتاب الرسالة التي أرسلها إليه إيميليانو وذكر فيها: «إيميليانو، أحد أبناء دياز، اتصل بي في منزلي وقال أنت مثلي الأعلى في كرة القدم، لا يهمني الخلاف بينك وبين والدي كثيراً، وسأحاول إصلاح العلاقة بينكما، لكني أعشقك».
وجد إيميليانو نفسه منذ أن رأت عيناه الدنيا، في عالم كرة القدم، ترفيهاً وحياة وعملاً، وكانت طفولته مختلفة عن الكثير من الأطفال الذين كانوا يفضلون الألعاب التي تتماشى مع أعمارهم، بالذهاب إلى ملعب كرة القدم، رفقة والده الذي كان لاعباً ومدرباً مشهوراً.
لم يرث إيميليانو عن والده رامون دياز، سوى عشق وانتماء ريفر بليت منذ صغره فقط، لكنه لم يتشرّب من جيناته الموهبة الكروية، بعد أن كان يحلم بالسير على خطاه ومواصلة المسيرة الأسطورية للأب في الملاعب، إلا أن مسيرته كلاعب لم تشهد نجاحات كبرى ومميزة، بعد أن مثل العديد من الأندية الأرجنتينية أبرزها ريفر بليت وسان لورينزو، قبل أن يعتزل اللعبة في موسم 2009–2010.
يقول إيميليانو في تصريحات صحفية عن مسيرته كلاعب: «لم أكن قادرًا على الاستمرار في الأندية التي أحبها، ولعبت لها خصوصاً ريفر بليت وسان لورينزو، لم أستطع الوصول إلى المستوى المطلوب، كان يجب أن أعطي ميزة إضافية عن أي لاعب آخر بسبب الاسم والإرث الذي أحمله، وهذا الأمر الذي لم أنجح فيه كلاعب وأعتقد أنني سأقدمه كمدرب».
وأضاف: «من الواضح أنني كلاعب أديت أداءً سيئًا، لأنني لم أتمكن من الوصول إلى الأماكن التي كنت أرغب أن أكون فيها، ولكن كمدرب أشعر أنني بحالة جيدة وأشعر بالتقدير».
قرر إيميليانو الالتحاق بالجهاز الفني لوالده حين كان يتولى تدريب إنديبندينتي الأرجنتيني موسم 2011، وفي العام التالي عاد رفقة والده إلى قيادة محبوبهم ريفر بليت لمدة موسمين كانت صاخبة ومليئة بالأحداث، حيث عاش الفتى الصغير تجربة صعبة وكانت الخلافات على أشدها بين الإدارة ووالده، وكان من ضمن الاتهامات والضغوطات التي واجهها دياز من الإدارة ووسائل الإعلام هي مجاملة ابنه الذي كان قليل الخبرة حينها، وأصغر من أن يكون ضمن الجهاز الفني لأحد أكبر وأعرق الأندية في العالم.
واصل الابن الترحال مع والده من الأرجنتين إلى الباراجواي إلى السعودية في تجريبيتين مختلفتين مع الهلال ومن ثم الاتحاد، وبعدها مصر ومن ثم البرازيل والإمارات قبل أن يحطا رحالهما في السعودية مجدداً لقيادة الهلال.
ساهمت كثرة التجارب والتنقل بين الأندية على مستوى العالم، في صقل قدرات الشاب الأرجنتيني، حتى بات الساعد الأيمن لوالده في جميع الفرق أو المنتخبات التي يتولى قيادتها ويعتمد عليه في الكثير من المهام الفنية والإدارية.
يصف إيميليانو في حديثه للصحف الأرجنتينية العمل مع والده بقوله: «كنا معًا لمدة طويلة، الأمر السيئ هو عندما نتجادل، سواء أعجبني ذلك أم لا، فهو لا يزال والدي ولا نتفق على أشياء كثيرة ونحن هنا زملاء عمل، هناك خلافات قوية تحدث بيننا وهذا الجزء ليس جيدًا، ولكن عندما نحقق إنجازات وألقاب مهمة، أستمتع بها مرتين لأنه والدي والطريقة التي يثق بها بي، والمكان الذي قدمه لي والقدرة على الرد عليه».
أمام الاتحاد في الكلاسيكو وبعد مغادرة والده إلى الأرجنتين، خطى إيميليانو الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمه الأزلي بالجلوس على مقعد المدرب الأول في ملعب «مونومنتال»، قلعة «المليونيرات»، الذي شغف قلب الفتى الأرجنتيني بحبه طفلاً ولاعباً ومدرباً.