|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2023-05-18
ـ تفاجأت عندما قرأت أن السويد اقتربت من أن تصبح خالية من التدخين، ما أعرفه أن مشكلة التدخين عويصة ولا يعرف لها حل لغاية الآن، وعندما قرأت تفاصيل الخبر وجدت أنها لم تتخلص بمعنى تخلصت، إنما تم استبدال السجائر بنوع آخر من التبغ يوضع على اللثة. وحسب الخبر أن مضار الطريقة البديلة أقل من مضار التدخين العادي، أي أنها لم تتخلص من مضار التبغ إنما غيّرت الطريقة فانخفضت الأضرار حسب الخبر.
لا أعتقد أن تبديل الطرق هو الحل، وقد يكون المنع الحازم والعقوبات هو الحل الوحيد، ومن المؤكد أن هذا الرأي لا يعجب المدخنين، لكن معظمهم يودون التخلص منه، وحاولوا لكن فشلت محاولاتهم، وسيعرفون قيمة تجريم التدخين بعد أن يتخلصوا منه، وبعد أن تملأ صدورهم بالهواء النقي، وتتوقف نوبات سعالهم. لست من جماعة نظرية المؤامرة، لكن انتشار التدخين كان عبر أكبر عملية تسويق في التاريخ، ووصلت إعلانات السجائر المباشرة إلى كل مكان وعبر كل الوسائل الإعلامية، أما الإعلانات غير المباشرة فكانت عبر إقحام السجائر في المشاهد السينمائية وإظهارها على شفاه أجمل الممثلات وأوسم الممثلين، لقد وصل الأمر بوجود إعلانات أنواع السجائر في الملاعب الرياضية، وكنّا نشاهد الرياضيين في الألعاب الأولمبية يركضون وبجوار المضمار إعلانات شركات السجائر، فهل كان العالم حينها لا يعرف أنها مضرة؟ العالم الذي كان حينها يصنع الطائرة والباخرة ولديه علاجات طبية عظيمة كان جاهلًا بأضرار التدخين؟! لا أعتقد أن البدائل هي الحل، ولا أرى حلًا سوى أن يصحح المدخن غلطته بنفسه أو يمنعه القانون فيصححها له.
ـ إسبانية تبلغ 50 عامًا استطاعت البقاء 500 يوم في كهف على عمق 70 مترًا دون اتصال بالعالم الخارجي، وحطمت بياتريز فلاميني الرقم القياسي في أطول مدة يقضيها إنسان في كهف، وتجربة فلاميني أكبر من كونها تسعى إلى الحصول على رقم من أرقام موسوعة جينيس، لأن علماء كانوا يدرسون قدرات العقل البشري وإيقاع الساعة البيولوجية، والعجيب أن فلاميني لم تخرج من الكهف بإرادتها، إنما أخرجها العلماء، وقالت إنها لم تكن ترغب بالخروج، لأنها كانت مستمتعة بالقراءة التي لم تتوقف عنها، بالإضافة للنقاشات الداخلية، وإنها انسجمت مع نفسها كثيرًا، لكنها قالت إن الكهوف ليست المكان المناسب للإنسان حتى مع رغبتها بالبقاء مدة أطول. لا أعرف إن كانت فلاميني تدرك أن قدرتها على التحمل وانسجامها سببه معرفتها بأنها ليست أسيرة المكان، وباستطاعتها الخروج في أي لحظة، وأنها حرة.