|


د. حافظ المدلج
نزاهة الرياضة
2023-05-19
تقوم الرياضة على أساس المنافسة الشريفة في جميع الميادين والألعاب، لذا تحرص الاتحادات الرياضية على سن قوانين، تضمن عدم التلاعب بالنتائج، أو تعاطي المنشطات، أو مخالفة أي نظام، حفاظًا على عدالة المنافسة، ومن أجل ذلك تقوم الأجهزة الرقابية بضبط المسابقات، وإبعادها عن الشبهات وكل ما يثير الشكوك حول سلامة النتائج لضمان “نزاهة الرياضة”.
بالأمس تمَّ إيقاف النجم الإنجليزي “إيفان توني” لمدة ثمانية أشهر لانتهاكه قانون حظر المراهنات 232 مرة، إذ إن نجوم اللعبة ممنوعون من المراهنة على نتائج اللعبة نفسها التي يؤثرون في نتائجها. وبعد اعتراف نجم “برينتفورد” بممارسة لعبة المراهنات، تمَّ إصدار قرار الإيقاف في حقه، ويشمل منعه من اللعب محليًّا ودوليًّا، بالتنسيق مع “فيفا”، الحريص على “نزاهة الرياضة”.
ولعل أطول عقوبة في تاريخ كرة القدم، طالت “إينوك ويست”، نجم “مانشستر يونايتد”، الذي مُنِعَ من مزاولة الرياضة 30 عامًا بتهمة التلاعب بالنتائج، فلا تهاون ولا تساهل مع أي نوع من أنواع الفساد الذي يحيط بالمنافسات الرياضية. وقد أطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم قانونه الخاص المسمَّى “Zero Tolerance”، ويدلُّ عدم التسامح في “نزاهة الرياضة”.
في الرياضة السعودية، يتمُّ التعامل بحزم مع كل مَن يحاول المساس بعدالة المنافسة، وعلى الرغم من ندرة الحالات مقارنةً مع الدول الأخرى، إلا أن هناك أنديةً تمَّ تهبيطها لثبوت تلاعبها بالنتائج، ونجومًا جرى إيقافهم لتعاطيهم المنشطات، وإداريين أبعدوا عن الوسط الرياضي لمخالفاتهم الأنظمة، وفي عهد الحزم والعزم لن يتمَّ التسامح مع الفاسدين والمفسدين من أجل استمرار “نزاهة الرياضة”.

تغريدة tweet:
من هنا، أستغرب من كل الأحاديث التي تشكِّك في نزاهة المنافسة في كرة القدم السعودية، خاصةً حين يوجِّه بعض المسؤولين والمدربين والإعلاميين والجماهير أصابع الاتهام لأندية ملمِّحين إلى احتمالية التهاون والتلاعب بالنتائج، ففي البداية لا يجوز الدخول في النيات دون دليل قاطع، وبعد ذلك تأتي المبادئ الدينية والاجتماعية والرياضية التي تميِّز الرياضة السعودية عن غيرها، وتحميها من الانغماس في وحل الفساد الرياضي. وفي النهاية، فإن القوانين والأنظمة الرياضية لن تتساهل مع كل مَن تسوِّل له نفسه العبث بقواعد المنافسة الشريفة، لذا أهيب بجميع المنتمين للوسط الرياضي توخي الحذر وعدم إلقاء التهم جزافًا، لأن القانون لا يحمي المتهورين، وعلى منصات النزاهة نلتقي.