|


رياض المسلم
والله لو توصل للفضاء!
2023-05-20
دائمًا ما نستخدم عبارات تعجيزية أصبحت علامة فارقة في مجالسنا عندما نرغب في الرد على أصحاب الطموح الكبيرة، ومع سماعها تتحطم آمالهم على صخرة الواقع، وتشكل تلك العبارات اللون الأحمر الذي يوقف انطلاقة أي شخص يرغب في النجاح أو الدخول إلى مناطق يراها المحبطون من المستحيلات، فيعودوا أدراجهم.
تلك العبارات ظلّت سنوات طويلة هاجسًا مخيفًا للطامحين، ووسيلة منع وتحطيم فعّالة للمحبطين، ومن أشهرها “والله لو توصل للفضاء” أو “لو تطير إلى القمر”، وقد يلتمس البعض العذر لضاربي “الفضاء” مثلًا ليكون دلالة على المستحيل، كون وصول السعوديين إلى تلك المناطق لم يدخل حتى في دائرة الأحلام في زمن مضى.
اليوم الأحد الـ21 من شهر آيار (مايو) 2023، سيكتب التاريخ السعودي أن الوصول إلى الفضاء لم يعد من المستحيلات، وأن العزيمة والإرادة تقودنا إلى تحقيق طموح لم نجرؤ مسبقًا على حتى وضعه في خانة “التخيّل”، ووصول السعوديين إلى الفضاء كان مدرجًا في بند “المستحيل” أو المثل الأعلى في التعجيز، وهذا الأمر تبدد في زمننا الراهن بالدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة – حفظها الله –.
نحن على موعد اليوم مع حدث تاريخي، عندما نشاهده لا بد أن نستذكر بطل قصص الإلهام في بلادنا التي حققت الأحلام، ورائد التغيير في أرضنا الذي أوصلنا إلى عنان الفضاء، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظه الباري ورعاه وسدد خطاه –.
وسيحتفي التاريخ برواد الفضاء السعوديين ريانة برناوي، وعلى القرني، وهما سيكونان نواة لعالم جديد يحقق مستهدفات الرؤية ويذيب عبارة “لو توصل الفضاء” من قاموس “المعجزات”.
ريانة وعلي وبحسب التقارير الصحافية فإن مهمتهم علمية لبلادنا وسيتجهان إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، لإجراء تجارب علمية وبحثية رائدة تسهم نتائجها في تعزيز مكانة السعودية عالميًا في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية، وإبراز دور مراكز الأبحاث السعودية وتأكيد جهودها الحثيثة في إحداث تأثير علمي في هذا المجال.
سعدت بما قرأت في تغريدة رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي عبر “تويتر”، التي جاء فيها: “أجمل لحظات حياتي وقت استقبال مكالمة من الهيئة السعودية للفضاء وإعلامي بقبولي في برنامج رواد الفضاء، وعملت وتدربت خلال البرنامج وفخورة كثيرًا بهذه المهمة ولأنها تمثيل المملكة العربية السعودية خلال الرحلة”.
كل الأماني بالتوفيق لمهمة أبناء الوطن في هذه الرحلة الفضائية، وبلادنا فاتحة ذراعيها لاستقبال الطامحين والراغبين في العلم والتطور، فالمستحيل ليس إلا كلمة لكنها لا تثني عزيمة السعوديين.