|


د. حافظ المدلج
أطقم الموسم القادم
2023-05-26
قال الإمام الشافعي رحمه الله: “رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب” وأقول: “رأيي خطأ يحتمل الصواب ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ”، ولذلك أقبل الرأي المضاد لفكرتي رغم إصراري عليها حين أكون مقتنعًا بها، ومن أكثر الأفكار التي أنادي بها في مجال الاستثمار الرياضي وأكرر طرحها وأؤكد عليها “أطقم الموسم القادم”.
في أوروبا تمثل أطقم الفريق أحد أهم موارد الاستثمار من حيث المبيعات والرعايات، ولذلك تحرص الأندية على رسم الاستراتيجيات التي تضمن من خلالها أفضل النتائج المالية والتسويقية في المستقبل البعيد، ولعل أفضل التجارب في العالم يقدمها “مانشستر يونايتد” الذي يحقق أعلى العوائد من الشركة المصنعة للقميص “أديداس” ونسبة مبيعات القمصان والإعلان على القميص بأرقام قياسية متفوقًا على الجميع، والبداية تكون بتسويق “أطقم الموسم القادم”.
والأندية الأوروبية تحاكي التجربة الأمثل وتتعلم منها وتسير على نهجها، ولذلك تجد معظم الأندية العالمية الرائدة تتشابه في العلامة التجارية المصنعة للقميص وتحديدًا “أديداس ونايكي وبوما”، كما تحرص على نوعية وعدد الرعاة على القميص لضمان الربط المميز بين شعار النادي وشعار الراعي، كما تلبس الفرق في الجولة الأخيرة من هذا الموسم “أطقم الموسم القادم”.
أملي كبير أن يأتي اليوم الذي تلبس أنديتنا أطقم مصنعة من شركات عالمية لأنها الاستثمار المثالي طويل الأجل بدل العلامات المجهولة مقابل مبالغ مالية تفيد الخزينة على المدى القصير، علمًا بأن أطقم العلامات التجارية الرائدة تحافظ على جودتها لسنوات طويلة وتقوم بالتسويق للنادي على المدى البعيد وتنقل له أفضل تجارب التسويق مثل “أطقم الموسم القادم”.
تغريدة tweet:
معظم أنديتنا تلبس ماركات محلية أو غير معروفة بدوافع مالية وقتية وذلك على حساب جودة المنتج وسهولة التقليد مما يفسد المشروع الاستثماري على المدى الطويل، ولو كانت الأندية العالمية تبحث عن الكسب المالي القصير لأنتجت ملابسها واستفادت من جماهيرها العريضة، ولكنها أعطت القوس لباريها وسلمت المشروع لمن يضمن نجاحه واستمراريته، بينما يحز في النفس منظر القميص المهترئ الذي يلبسه المشجع لأنديتنا فيسيء للنادي ورعاته، لذلك أتمنى من أنديتنا التعاقد مع شركات عالمية والصبر على المشروع لتحقيق النتائج في المستقبل، حينها سيحقق النادي العوائد المالية والتسويقية التي تحقق طموح الإدارة والجماهير، وعلى منصات الاستثمار والتسويق نلتقي.