|


طلال الحمود
نونو الكبير
2023-05-27
حسم الاتحاد بطولة الدوري السعودي لصالحه، وطرد نحس المراحل الأخيرة الذي كلفه خسارة البطولة في الموسم الماضي، بعدما كان قريبًا من الصعود إلى منصة التتويج، وكاد الفريق أن يسلك الطريق نفسها حين تراجع مستواه بدرجة أعادت إلى أنصاره مشهد النهاية البائسة والتفريط بلقب كان في متناول اليد، غير أن وجود المدرب البرتغالي نونو سانتو وقدرته على معالجة الأخطاء بسرعة، صنع الفرق ومنح أبناء جدة اللقب التاسع في تاريخ النادي.
ولا يمكن لأنصار الاتحاد إلا أن يهتفوا باسم المدرب البرتغالي الذي قام بعمل لافت، على الرغم من المصاعب التي واجهها ومن أهمها أن قائمة البدلاء لا يمكن أن توازي طموحات فريق يبحث عن منافسة أندية تعتمد على كريستيانو رونالدو وإيفر بانيجا وتاليسكا وماريجا، وقائمة طويلة من نجوم العالم، ولكن يبدو أن المدرب البرتغالي كان يعمل بصمت ووفق الإمكانات المتاحة في ناد عانى خلال موسمين للهروب من الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى.
وحين خاض الاتحاد مباراته المهمة ضد الباطن اتضح أن الفريق بقائمة لاعبيه مرشح للسقوط في أقرب فرصة، ولم يكن أكثر أنصار الاتحاد تفاؤلًا يستبعد خسارة النمور أو تعثرها بالتعادل، خاصة بعدما ظهرت أعراض الهزال نفسها التي ساهمت في انهيار الاتحاد في الموسم الماضي، وفشله في تخطي الطائي والباطن في مهمة لم تكن صعبة لو كان توقيتها في بداية الموسم وليس نهايته.
ويمكن لنونو سانتو أن يكتب في مذكراته أنه منح أصحاب القبعات من المدربين في السعودية درسًا لا ينسى في كيفية إدارة الموارد وحسن التدبير، بعيدًا عن التعاقد مع جيش من المحترفين وفتح سوق انتقالات ينشط فيها عشرات السماسرة وصرف مئات الملايين للتعاقد مع أهم اللاعبين، ويستطيع المدرب البرتغالي مع رئيس النادي ونائبه أن يقدم نصائح مهمة لإدارات الأندية المهووسة بجلب نجوم الشباك والأسماء التي تلهب صورها مشاعر الجماهير، وأن يبرهن لهم أن المال لا يكفي بلا عمل صحيح لضمان تحقيق البطولات، وأن استخدام الحملات الإعلامية لا يمكنه تعويض العمل الاحترافي.
قصة نونو سانتو ستكتب في تاريخ كرة القدم السعودية على أنها القصة المثالية في كل العصور، وستمجد بطلها الذي جاء لقيادة فريق كان يعاني قبل عامين ونجح في السير به نحو استعادة مجده وتحقيق الأحلام المؤجلة لسنوات طويلة، ويكفي أن هذا الشيخ فتح خزانة ثمينة في وسطها الفوز ببطولة الدوري الغائبة منذ سنوات، وانتزاع مقعد في دوري أبطال آسيا، والتأهل إلى بطولة كأس العالم للأندية المقررة نهاية العام الحالي في السعودية.