يختلف نفع القراءة من شخص لآخر اختلافًا كبيرًا، فبعض العقول مهما قرأت فإنها لا تستفيد إلا القليل أو لا تستفيد شيئًا، خصوصًا أولئك الذين يقرؤون لمن يؤيد رأيهم فقط وليس للإطلاع وللمعرفة، والسبب في عدم استفادة البعض مما يقرؤون نابع من أساس عقولهم، لأن العقول مستويات كما هو معروف، فهناك عقل ذكي تنفع معه القراءة نفعًا عظيمًا، وهناك من يكون مستوى عقله محدودًا فلا يستوعب من القراءة ما يفترض أن يستوعب ويستفيد.
في أيام الشباب تعرفت على شاب خلوق، أحب سماع حكاياته الطريفة، كان يحفظ الكثير منها، وكانت لديه الموهبة في جذب من يستمع إليه من خلال أداء صوتي ساحر مستخدمًا تعابير وجهه وحركات يديه بصورة مدهشة، كان حكاءً رائعًا يجمع من حوله الكثير من الحضور المستمع. حاولت أن أجعل من صداقتي له نافعة، فأصبحت أكرر عليه أهمية القراءة وتخصيص وقت لها، ثم بدأت بإهدائه بعض الكتب الأدبية، صار يقرأ بشكل متقطع، حتى اعتاد القراءة وأصبحت جزءًا من يومه، كنت سعيدًا بالتغيير الذي أحدثته في حياته، وكنت قد أكدت له أنه سيصبح ذو عقل لامع إذا ما استمر في القراءة، الصديق بعد أن نوّع في قراءاته توّلع بقراءة علوم الكوكب، وراح يبحث عن الكتب والمقالات التي تؤيد أن الكرة الأرضية مسطحة، واشترك مع موقع إلكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية يزوده بجديد الأدلة وما خلصت عليه اجتماعات الذين يعتقدون بسطحية الأرض، وصار يحضر لأمسيات جماعة الأرض المسطحة على الإنترنت. بعد العديد من اللقاءات معه شعرت بالملل لكثرة ما كان يحاول اقناعي بأن الأرض مسطحة، حتى عندما قلت له بأنه أقنعني لم يتوقف عن الكلام، لأنه يعتقد حسب قوله بأنني أجاريه، وكنت أجاريه فعلًا.
قبل ساعات اتصل بي للاطمئنان بعد انقطاع بيننا دام مدة بسبب مشاغلنا، ويبدو أني ولطول مدة فراقنا نسيت عذابات شروحه عن سطحية الأرض فقلت ممازحًا: هل مازلت على رأيك القديم بأن الأرض مسطحة؟ بعد أن انتهيت من طرح السؤال كنت على موعد مع الملل، والواضح أنه سعد بالسؤال فطلب مني الانتظار على الخط عدة ثوان، كان يمشي في بيته نحو مكان هادئ لينفرد بي دون إزعاج ممن حوله، ثم بدأ بتكرار ما كان يقوله ويردده وكل ما حفظته منه كما لم أحفظ دروس المدرسة والحياة، كان يذكر لي أسماء علماء وأسماء كتب وأرقام صفحات كأدلة، وأنه سيرسل روابط على اليوتيوب لطيارين أثبتوا أن الأرض مسطحة، ثم أنهى حديثة قائلًا: يجب أن تقرأ.. القراءة ستحسن من طريقة تفكيرك! بعد أن انتهى قلت له: ليتني ما نصحتك تقرأ.. كانت سوالفك حلوة ودمك خفيف… راح أخلي مقال بكرة عنك! وافق الصديق شرط أن أعطيه حق الرد، وها أنا أكتب عنه ولن أعطيه حق الرد والأرض كروّية كروّية كروّية.
في أيام الشباب تعرفت على شاب خلوق، أحب سماع حكاياته الطريفة، كان يحفظ الكثير منها، وكانت لديه الموهبة في جذب من يستمع إليه من خلال أداء صوتي ساحر مستخدمًا تعابير وجهه وحركات يديه بصورة مدهشة، كان حكاءً رائعًا يجمع من حوله الكثير من الحضور المستمع. حاولت أن أجعل من صداقتي له نافعة، فأصبحت أكرر عليه أهمية القراءة وتخصيص وقت لها، ثم بدأت بإهدائه بعض الكتب الأدبية، صار يقرأ بشكل متقطع، حتى اعتاد القراءة وأصبحت جزءًا من يومه، كنت سعيدًا بالتغيير الذي أحدثته في حياته، وكنت قد أكدت له أنه سيصبح ذو عقل لامع إذا ما استمر في القراءة، الصديق بعد أن نوّع في قراءاته توّلع بقراءة علوم الكوكب، وراح يبحث عن الكتب والمقالات التي تؤيد أن الكرة الأرضية مسطحة، واشترك مع موقع إلكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية يزوده بجديد الأدلة وما خلصت عليه اجتماعات الذين يعتقدون بسطحية الأرض، وصار يحضر لأمسيات جماعة الأرض المسطحة على الإنترنت. بعد العديد من اللقاءات معه شعرت بالملل لكثرة ما كان يحاول اقناعي بأن الأرض مسطحة، حتى عندما قلت له بأنه أقنعني لم يتوقف عن الكلام، لأنه يعتقد حسب قوله بأنني أجاريه، وكنت أجاريه فعلًا.
قبل ساعات اتصل بي للاطمئنان بعد انقطاع بيننا دام مدة بسبب مشاغلنا، ويبدو أني ولطول مدة فراقنا نسيت عذابات شروحه عن سطحية الأرض فقلت ممازحًا: هل مازلت على رأيك القديم بأن الأرض مسطحة؟ بعد أن انتهيت من طرح السؤال كنت على موعد مع الملل، والواضح أنه سعد بالسؤال فطلب مني الانتظار على الخط عدة ثوان، كان يمشي في بيته نحو مكان هادئ لينفرد بي دون إزعاج ممن حوله، ثم بدأ بتكرار ما كان يقوله ويردده وكل ما حفظته منه كما لم أحفظ دروس المدرسة والحياة، كان يذكر لي أسماء علماء وأسماء كتب وأرقام صفحات كأدلة، وأنه سيرسل روابط على اليوتيوب لطيارين أثبتوا أن الأرض مسطحة، ثم أنهى حديثة قائلًا: يجب أن تقرأ.. القراءة ستحسن من طريقة تفكيرك! بعد أن انتهى قلت له: ليتني ما نصحتك تقرأ.. كانت سوالفك حلوة ودمك خفيف… راح أخلي مقال بكرة عنك! وافق الصديق شرط أن أعطيه حق الرد، وها أنا أكتب عنه ولن أعطيه حق الرد والأرض كروّية كروّية كروّية.