|


أحمد الحامد⁩
شاشة وإذاعة
2023-06-01
ـ قبل سنوات كان الحديث عن نهاية الإذاعة يتكرر كثيرًا، كان أصحاب هذا الرأي ممن تأثروا بالتقنية التي سمحت بانتشار الصورة كما لم يسبق، وربما يجب ألّا ألومهم، فقد كانت الموجة أشبه بتسونامي بدأت من وجود الكاميرا في الجوال ووصولًا إلى التطبيقات التي لا حصر لها. لكن الذي فات على الذين اعتقدوا بموت الإذاعة نسوا أن الاستماع حاسة إنسانية لا يمكن أن تختفي، أو أن توضع في حسابات ما هو قديم أو جديد من تقنيات وتطور.
بمجرد أن هدأت الموجة عاد الصوت وبقوة، بل وأكثر مما مضى، ففي الماضي كانت الإذاعة هي الوسيلة الوحيدة للاستماع للإذاعة، أما اليوم فعشرات الوسائل والطرق وتحت مسميات مختلفة منها البودكاست. لا أقول بأن العودة للصوت سببه التشبع من الصورة، لكن التطبيقات الجديدة سمحت بظهور أصوات إذاعية رائعة، كما أن العلاقة مع المستمع عادة تكون قوية، لأن الصوت يترك للمستمع حرية الخيال. وكما حدث مع الصورة أعتقد بأن التجارب الصوتية الحالية عبر البودكاست ستمر بمراحل تصفية، وستبقى الأصوات التي تعمل بحب، وتحسب حساباتها للنجاح من إعداد عميق وتقديم جيد.
ـ لماذا لا توجد لدينا مقدمات تلفزيونيات كبار في السن أسوة بالقنوات الأوروبية والأمريكية؟ كم عمر أوبرا وينفري المذيعة الأشهر؟ ولو أردت ذكر أسماء مقدمات البرامج في أشهر القنوات العالمية ممن تجاوزن الستين، فلن تكفي مساحة المقال، لكن يصعب أن أجد أكثر من ثلاثة أو أربع مقدمات برامج في كل الشاشات العربية ممن تجاوزن الستين، لأن القنوات العربية تهتم بجمال المذيعة، وهنا لا بد أن تكون شابة، ثم إذا ما كبرت وزادت خبرتها يتم إيقافها من الظهور على الشاشة، وبهذا يخسر المشاهد خبرة مقدمة البرامج وبالتالي المستوى. لا يمكن أن يتم التعامل مع المذيعات مثل التعامل مع عارضات الأزياء، فالعارضات يقدمن ملابس الموضة، بينما لا تشكل البرامج التلفزيونية الخاصة بالموضة أكثر من 5 بالمئة من البرامج.
ـ البرنامج الذي تقدمه الفنانة الكبيرة إسعاد يونس خارج عن المألوف، ومع أنه لا يعتمد الإثارة ولا الصوت العالي إلا أنه يحقق مشاهدات عالية. البرنامج استضاف كبار الفنانين المصريين، والتفت لتلك الأسماء التي يعرف المشاهد وجوهها، لكنه لا يعرف أسماءها. إسعاد الممثلة تقدم حوارات بعمق وفهم يمتلكه الخبراء في التقديم التلفزيوني.