كنت ألتقي فارس بن حزام إما في (الكانتين) أو مصادفة في المصعد، وهو متجه إلى الطابق الرابع حيث قناة العربية، وأنا إلى الطابق الثالث مقر الإذاعة، لم نتحدث في العمل في مصادفات (الكانتين)، كانت أوقاتًا لتناول الطعام والاستراحة والدردشات الخفيفة والطريفة، لكنني كنت أعلم بأنه (دينمو) الطابق الرابع، والرجل الأكثر تأثيرًا بين زملائه.
ولأنه شخصية هادئة وخلوقة جدًا أحبه الجميع، وكنت ممن أحبوه، لكننا على صعيد العمل كنا بعيدين لاختلاف مجالاتنا، ثم وبعد مدة بدأت باستضافة شخصيات خارج وسط الفن والشعر، شخصيات اجتماعية وفكرية وصحفية، فنصحني أحد الزملاء بالاستعانة بفارس في الإعداد للأسئلة، وعندما طلبت منه المساعدة رحب وكنت واثقًا من ذلك، لأنني أعرف بأنه رجل يهمه أن يكون زملاؤه في أحسن أحوالهم ولا يتردد في تقديم المساعدة لهذا التحسين. في تلك الحلقات تحديدًا تعرفت على حقيقة فارس بن حزام وسبب توليه مسؤوليات مهمة في قناة العربية، فقد اكتشفت عقلية فذة، ومستوى تفكير مهني جديد علي في استنباط الأسئلة العميقة وصياغتها، ومع تكرار لقاءاتنا من أجل تلك الحلقات أيقنت بأنه يمتلك منظارًا لا يملكه غيره على الصعيد المهني. كانت جلسات الإعداد تلك لا تأخذ أكثر من نصف ساعة للجلسة، لكنها كانت بالنسبة لي دروسًا عميقة استفدت منها فيما بعد استفادة كبيرة. كان موسوعة في المعلومات وكان يقدم شرحًا لكل سؤال وأسباب طرحه وطريقة تناوله في الحلقة. قبل سنوات قليلة عندما قرأت بأن فارس بن حزام انتقل لقناة الإخبارية علمت بأنها على موعد قريب مع النجاح الكبير والتألق بسبب انتقال فارس إليها، ومع علمي بصعوبة المهمة إلا أنني كنت أدرك بأن فارس أكبر من الصعوبات التي ستواجهه، وصدق اعتقادي كامل الصدق في كون الإخبارية أصبحت اليوم بهذا النجاح والتأثير، وفي كون فارس تجاوز الصعاب ووصل بالإخبارية إلى ما وصلت إليه.
أعلم بأن نجاح فارس بن حزام اشترك به زملاؤه خصوصًا الشباب، لكن أمرًا مهمًا امتلكه فارس ساعد في تقوية شاشة الإخبارية، هو تمكين الشباب وإطلاق قدراتهم بطريقة مهنية. قبل أيام انتشر مقطع فيديو يتحدث فيه فارس بن حزام عن طريقة إدارته وتعاطيه مع مفهوم العمل، ولا شك أن حديثه مفتاح من مفاتيح تميزه ونجاحاته (يومًا ما سأتقاعد.. وفي هذا التقاعد لن أكتب ماذا عملت وما هي وظيفتي أو الإنجازات الصحفية التي قدمتها، سأكتب نقطتين.. كم طالب مكنته من التدريب وكم صحفي مكنته من التأهيل، الرقمان هما ما سيبقى لي في التاريخ، أما الوظائف فهي عابرة، مر قبلي مديرون، وسيأتون بعدي مديرون، والمسميات الوظيفية عابرة والمنجزات الصحفية عابرة وتمسح من التاريخ، ما سيبقى هذا الجيل الذي نتشرف فيه إن شاء الله في المستقبل).
ولأنه شخصية هادئة وخلوقة جدًا أحبه الجميع، وكنت ممن أحبوه، لكننا على صعيد العمل كنا بعيدين لاختلاف مجالاتنا، ثم وبعد مدة بدأت باستضافة شخصيات خارج وسط الفن والشعر، شخصيات اجتماعية وفكرية وصحفية، فنصحني أحد الزملاء بالاستعانة بفارس في الإعداد للأسئلة، وعندما طلبت منه المساعدة رحب وكنت واثقًا من ذلك، لأنني أعرف بأنه رجل يهمه أن يكون زملاؤه في أحسن أحوالهم ولا يتردد في تقديم المساعدة لهذا التحسين. في تلك الحلقات تحديدًا تعرفت على حقيقة فارس بن حزام وسبب توليه مسؤوليات مهمة في قناة العربية، فقد اكتشفت عقلية فذة، ومستوى تفكير مهني جديد علي في استنباط الأسئلة العميقة وصياغتها، ومع تكرار لقاءاتنا من أجل تلك الحلقات أيقنت بأنه يمتلك منظارًا لا يملكه غيره على الصعيد المهني. كانت جلسات الإعداد تلك لا تأخذ أكثر من نصف ساعة للجلسة، لكنها كانت بالنسبة لي دروسًا عميقة استفدت منها فيما بعد استفادة كبيرة. كان موسوعة في المعلومات وكان يقدم شرحًا لكل سؤال وأسباب طرحه وطريقة تناوله في الحلقة. قبل سنوات قليلة عندما قرأت بأن فارس بن حزام انتقل لقناة الإخبارية علمت بأنها على موعد قريب مع النجاح الكبير والتألق بسبب انتقال فارس إليها، ومع علمي بصعوبة المهمة إلا أنني كنت أدرك بأن فارس أكبر من الصعوبات التي ستواجهه، وصدق اعتقادي كامل الصدق في كون الإخبارية أصبحت اليوم بهذا النجاح والتأثير، وفي كون فارس تجاوز الصعاب ووصل بالإخبارية إلى ما وصلت إليه.
أعلم بأن نجاح فارس بن حزام اشترك به زملاؤه خصوصًا الشباب، لكن أمرًا مهمًا امتلكه فارس ساعد في تقوية شاشة الإخبارية، هو تمكين الشباب وإطلاق قدراتهم بطريقة مهنية. قبل أيام انتشر مقطع فيديو يتحدث فيه فارس بن حزام عن طريقة إدارته وتعاطيه مع مفهوم العمل، ولا شك أن حديثه مفتاح من مفاتيح تميزه ونجاحاته (يومًا ما سأتقاعد.. وفي هذا التقاعد لن أكتب ماذا عملت وما هي وظيفتي أو الإنجازات الصحفية التي قدمتها، سأكتب نقطتين.. كم طالب مكنته من التدريب وكم صحفي مكنته من التأهيل، الرقمان هما ما سيبقى لي في التاريخ، أما الوظائف فهي عابرة، مر قبلي مديرون، وسيأتون بعدي مديرون، والمسميات الوظيفية عابرة والمنجزات الصحفية عابرة وتمسح من التاريخ، ما سيبقى هذا الجيل الذي نتشرف فيه إن شاء الله في المستقبل).