|


تركي السهلي
الغيظ الأزرق
2023-06-12
المشكلة الكُبرى القديمة لدى الهلاليين هي الغيرة الدائمة من النصر. العذاب الدائم لدى الأزرق يكمن في تفوّق الأصفر عليه في أي شأن. هذه مسألة متأصّلة لدى الهلالي ولن ينفكّ منها وهو لا يرى في الأفق غير النصراوي في تفاصيله كُلّها.
حينما تعاقد النادي الواقع في حي طويق غربي العاصمة الرياض مع كريستيانو رونالدو، جُنّ كل من في البيت الواقع في حي العريجاء، وأصيب ساكنوه بحالة غيظ لم تتوقف منذ يناير الماضي وحتى اليوم.
كان وجود البرتغالي الأشهر في كُرة القدم العالمية في النصر بمثابة نار تستعر في الصدر لم يكن ليطفئها سوى ليونيل ميسي كونه يماثل أو ربما يتفوّق على رونالدو، وكان الضغط الهائل باتجاه التعاقد رغبة في أن يعيد المسألة إلى الموازاة دون النظر إلى أي اعتبارات. لم يكن الهلالي في وضع ينظر إلى استقطاب الأرجنتيني الحائز على كأس العالم الأخيرة على أنه عنصر قوّة له بقدر ما هو شعور بأن ما لديه مثل أو أكبر مما لدى النصراوي.
والتاريخ الأزرق مليء بمثل هذه الحكايات بدءًا بالبرازيلي ريفالينيو مرحلة نهاية السبعينيات الميلادية وانتهاءً بكل لاعب وضعه الهلالي بمصاف النجم النصراوي كمقارنة سامي الجابر بماجد عبد الله رغم الفوارق الهائلة التي تصبّ في صالح الأخير. العقدة الزرقاء قديمة قِدم حارات الرياض العتيقة.
والغيظ الأزرق ربما كان واحدًا من عوامل الفوز بكثير من البطولات وهو الذي كان يمنح الوقود للتفوّق، فحالة النصر الضاغطة عليه مؤذية ولا ترحم.
إنّ الدفع الهلالي بالتعاقد مع ليونيل ميسي لم يكن واقعيًا ولم يأخذ الأسس الاستراتيجية في التخطيط ولا أي نظريات في أن الهدف قابل للتحقق، فوقع الجميع في دائرة الفراغ النهائي المؤدي إلى الفشل وضياع الوقت.
لقد أحرج الهلالي نفسه ومن معه، ووقعت إدارته ومن خلفها في خانة الجدل غير المنتهي وربما السخرية الطويلة، في وقت كان بإمكان الجميع من الأطراف دراسة الوضع على نحوٍ أعمق دون التحرّك تحت ضغط الغيرة من النصر وما يملك، لكنّها الحالة الزرقاء التي لن تتغيّر.
إنّ النصر بعمره الأكبر، وبنجومه الأفضل على مرّ التاريخ، وبجمهوره الأكثر تأثيرًا، لآلام لا تهدأ في الروح الهلالية، ووجع يمتدّ امتداد المسافات والسنوات الطوال.
إنّ الهلالي أمام حالة معقّدة جدًا، رغم خزائن الإرضاء. وليس أمامه الآن، إلاّ طلب التعويض من أحبّائه، كمطلب دائم، كُل ما وقع في دائرة العجز المُتشكّلة بفعل الأصفر.