|


محمد البكيري
روما.. روما.. روما
2023-06-20
منذ قدومه مطلع الاستعدادات لموسم 2018م، قادمًا من نادي الجزيرة الإماراتي في صفقة شراء عقد.. بديلًا عن المحترف التونسي (عكايشي) الذي رفضه المدرب الأرجنتيني (دياز) القادم من نادي الهلال حامل لقب الدوري حينها، وهذا الأسمر مثل حبات البن البرازيلي، التي أحسنت مزاج عشاق النادي التسعيني، فليس من السهل كسب وده وحفاوته، وقد فعل.
حتى السنوات العشر الأخيرة.. لم يتمسك الاتحاديون إدارةً أو جمهورًا، بقاعدة: الكل قابل للرحيل من اللاعبين، إلى أن ظفروا بهذه الصفقة الأشبه بقطعة نيزك نادرة، أضاءت عتمة الطريق إلى شباك الفرح. فتم تعديل قاعدة تعاملهم فورًا إلى: الكل قابل للرحيل، باستثناء (روما).
أربعة مواسم صمد فيها بإخلاص كمن يزرع السنابل في أجواء عاصفة، وحصد في الموسم الخامس ما زرعه من حقول أرض الاتحاد ومدرجه المهيب، من فرح ومنجزات (دوري وكأس سوبر) كان هو الثبات الوحيد فيها.
لم أحب لاعبًا برازيليًا بعد (تشيكو) موهوبًا ومنضبطًا يُشعرك أنه يستحق كل دولار حصل عليه يستحقه وأكثر.. مثل رومارينيو. لم يتأخر أو يتقاعس في تمرين أو مباراة.. لم يدخل النمور معتركًا تنافسيًا، إلا وكانت مخالب هذا النمر الهادئ لكنه مفترس، تنتزع له ما كان ينتظره منه وأكثر.
اليوم بعد مساهمته مع زملائه في العودة الطويلة لمنصة الدوري التي أدخلتهم (المونديال) مجددًا، وقدوم أسماء عالمية للقميص المخطط بالأصفر والأسود.. وفي مقدمتهم أفضل نجوم العالم والمنتخب الفرنسي بنزيما وكانتي، وما زال ابن السامبا هو الرقم والمطلب الثابت، وسط هذه المتغيرات أو التحولات في فريقه والكرة السعودية.
لقد كسر المهاجم والهداف رومارينيو بذلك العديد من القواعد والأعراف الكروية في نادي الاتحاد أو الأندية السعودية، أولها البقاء لسنوات في فريق واحد. وثانيها أن بقي مطلب المدربين والجمهور، وإن تغيرت العناصر من حوله. وثالثها تأكيده أن العمر بالتدريب والانضباط، مجرد رقم. وهذه تحديدًا أتمنى من مواهبنا بمختلف أعمارهم الانتباه لها والتمسك بها، لأن أسوأ ما في اللاعب السعودي أنه غير منضبط.
ختامًا.. إن المحترف البرازيلي رومارينيو.. اسم سيظل خالدًا في قلوب الاتحاديين ووجدانهم وتاريخ ناديهم وضمن كوكبة النخبة الذين عبروا الكرة السعودية.