|


فهد الروقي
(معارضة مشروع جبّار)
2023-06-23
ما إن تقرأ وتسمع وتشاهد امتعاض واستنكار الإعلام الغربي لأمر ما، فاعلم أنه مشروع جبّار يهدد مصالحهم وينازعهم السيطرة ويسحب البساط تدريجيًّا من تحت أقدامهم.
تحرك سعودي كبير في سوق الانتقالات الصيفية الخاصة بكرة القدم شمل كبار اللاعبين شهرة وعطاء وعمرًا ومنجزات وأحيانًا معهم صغار في العمر كبار في الموهبة لاستقطابهم للدوري السعودي قبل الأندية، لرفع قيمته السوقية والتنافسية والإعلامية والفنية، وهو ما ينسحب على الأربعة فرق التي استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على ثلثيها في انتظار بقية الأندية تدريجيًّا.
هذه التحركات المهولة والتي لم يستوعبها الكثير من العالم الغربي، وباتت تشكل رعبًا حقيقيًّا لهم قوبلت بالرفض والاعتراض والتشويه أحيانًا. البداية كانت مع رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ألكسندر تشيفرين (اتهم بتزوير سيرته الذاتية قبل الانتخابات ومن اتهمه إعلام بلده الأم وهم أعرف به من غيرهم)، الذي وزع نصائح ملغومة للمشروع السعودي في ثناياها طلب إيقاف أو تقنين شراء نجوم العالم واستقطابهم وصرف الأموال بدلًا عن ذلك في تطوير الأكاديميات، وهو تصريح مغلف بالحلوى وفي داخله سم زعاف، وإن كان يجهل أو يتجاهل عن عمد أن مشروع الأكاديميات تم تدشينه سواء العامة أو الخاصة للأندية، وتحتاج لسنوات حتى تظهر مخرجاتها وحين تخرج تجد المنافسات المحلية وفق الرؤية السعودية في مكانها الذي يراد. وعلى خط سير تشيفرين سار بعض الأوروبيين خصوصًا البريطانيين جيمي كاراجر، وجاري نيفيل، وكأن اتحاد بلادهما في العام الماضي لم يسلب الملياردير الروسي (رومان بروموفيتش) ملكيته لتشيلسي، بعد أن حوّله من فريق وسط إلى أحد أكبر أندية العالم تحت ذريعة صداقته للرئيس (بوتين)، وكأنهم لم يسلبوا أوكرانيا مواهبها بثمن بخس في العام الماضي بأعذار الحرب. بل إن أوروبا بقضها وقضيضها لم تتحرك منذ عام 1995 وتغيّر نظام الثلاثة لاعبين أجانب لكل فريق وتفتح العدد لتتمكن من انتزاع السيطرة اللاتينية وتستولي على مواهب القارتين اللاتينية والإفريقية حتى بتنا نشاهد منتخبًا أوروبيًّا لا يوجد به لاعبون من أصول البلد ذاته وأندية لا يكون في قائمتها مواطن واحد. فعلوا ذلك للسيطرة على مواهب كرة القدم وإغرائهم بالمال والتجنيس ورغد العيش، والآن هم يحاربون المشروع السعودي، رغم أنه نظامي وقانوني فقط لأنه يهدد سيطرتهم السابقة.

(سوط أخير)
ولقد نويتُ الحُبَّ حينَ رَأيتُه
‏ولكلِّ قَلبٍ في المحبةِ ما نوى
‏أهواهُ عندَ القُربِ أو في بُعدِهِ
‏ما ضَلَّ قلبي في هواهُ وما غوى