|


رياض المسلم
نقاد «التخبيص» في زمن التخصيص
2023-06-25
يلخص الفنان الشامل والعبقري الراحل حاتم علي، نجاحه في كلمة واحدة انتهجها، وهي “لا”، ويقول: “مسيرة المخرج الناجح تعتمد على الأعمال التي قال لها “لا”، ولم ينفذها، وليس ما وافق على عملها”.. مقولة تاريخية لمخرج خلّد خلفه إرثًا كبيرًا من الأعمال الرائعة، وبكلمة واحدة نصب خيمة في القمة.. وكم أتمنى أن تلك “الفلسفة” مرّت على الكثير من الصحافيين والنقاد الرياضيين لكفانا ذلك وصولنا إلى هذا الحال الذي أصبح إصلاحه قد يكون من المحال..
بعض الصحافيين الرياضيين والنقاد رسموا صورة “هزلية”، و”هزيلة” عنهم من خلال ظهورهم المخجل وطرحهم الرديء المؤجج للتعصب الرياضي، مقدمين مصالحهم الشخصية على المنفعة سابحين عكس تيار تطور رياضتنا، أو بالأصح لا يجيدون الغوص حتى لو وضعوا كافة وسائل السلامة والمساعدة في بحر الازدهار الرياضي، الذي نعيشه في بلادنا، ويعود، بعد فضله سبحانه، إلى الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، ومتابعة وحرص الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، “الشغوف” بتطويرها ونمائها على كافة الأصعدة.
هؤلاء الصحافيون “المراهقون” فكرًا وليس سنًا، لا يعرفون قول “لا” للمحتوى غير الجيد، الذي يقدمونه، أو “لا” للمواضيع التي تخرجهم عن المسار الصحيح، أو “لا” لكل من يجرّهم إلى مناطق “التأجيج” والإساءة، التي يعتقدون بأن البعض يأتي منها من باب الكوميديا، وهم أبعد من ذلك بالطبع، وحتى التهريج والضحك له منهجه وطرقه الصحيحة المغلفة بالجهد والتعب، وقبل ذلك الموهبة والقبول فله “ناسه”، ولن يصل هؤلاء إلى نجومية جيم كيري، أو مستر بن، أو عادل إمام، أو ناصر القصبي، فهذه ليست مهنتهم التي اختاروها، وللأسف أنها لم تختارهم..
الوسط الرياضي المحلي، في السنوات الأخيرة، انتقل من خانة الترفيه والتسلية إلى الصناعة الحقيقية، والهدف أن يكون رافدًا مهمًا لموازنة الدولة مستقبلًا، إلى جانب تحقيق أهداف أخرى، منها التعريف عن بلادنا، والنهضة الكبرى، التي تعيشها في كافة المجالات، وما دخول صندوق الاستثمارات العامة في أندية الهلال والاتحاد والنصر والأهلي، وتخصيص بقية الأندية، إلا دليل على أننا أمام واقع لا يحتمل “التخبيص” في الطرح والإسفاف، الذي ينتهجه بعض الصحافيين والنقاد الرياضيون، فهذا الزمن ليس زمنهم، وعقارب ساعة التطور قد تلدغهم..
في الأيام المقبلة، يجب أن يواكب الصحافيون العصر الذهبي الذي تنعم به رياضتنا فطرحهم الآن يتخطى الحدود كون دورينا ورياضتنا عمومًا أصبحت متابعة عالمية، وإن لم يكن فالجهات الخاصة كفيلة بإيقاف هؤلاء، والتصدي لهم بحزم، وهو ما نلمسه..