|


تركي السهلي
عاجل النصر
2023-06-26
كُل شيء في النصر بطيء حتى الآن، لا صفقات للاعبين، ولا مُدرب، ولا حديث سوى عن الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش. الوقت يمضي وشهر يوليو على وشك الدخول، والكلام كان بانتخابات مجلس إدارة المؤسسة غير الربحية، ولا أحد يعرف الباقي. ثمّة صوت لا يُسمع في الأصفر العريق.
المرحلة الراهنة أثمن بكثير من أن يُهدر النصراوي وقته، ولا مجال لأن يكون هناك مزيد زمن مع ساعات تدور بأسرع ما يمكن. إذا استمرت الوتيرة على حالها في النصر فلن يكون هناك إلاّ جولات أخرى من الصخب والتجاذب.
لقد انتظر الجميع مقدم الساكن في حي طويق غرب العاصمة السعودية، وهو يحمل بين يديه المفاجآت والحلويات والصفقات والألوان والفرح العارم. المنتم للنصر لديه تعبير عن السعادة تشبه ناديه وكذلك الخيبة، فهو إن حصّل مراده طار وطيّر معه كل من حوله، وإن أخفق نصره صبّ السواد على كُل البياض الذي يراه. لا خطوط تفصل بين هذا وذاك في النصر ولا نقاط وقوف.
اليوم، ووفق ما أعلنته وزارة الرياضة قبيل أسابيع، عن مسؤولية “غير الربحية” فلا خوف لمن يُدرك ويعي، فقد أصبحت “المؤسسة” أدنى بكثير من “الشركة” ولا شأن لها بالشؤون المالية والفنية لا من قريب ولا من بعيد، ولم يعد لديها إلاّ “المشورة” إن كان هناك ما يستدعي.
الأنظار هذه اللحظة كُلّها مُتّجهة صوب الخمسة أعضاء في مجلس إدارة شركة نادي النصر ومعهم الرئيس التنفيذي، والجميع في انتظار أيام صندوق الاستثمارات العامة، وعمله في إدارة نادٍ بحجم العملاق الأصفر.
إنّ الحديث عن الأسماء لم يعد بذي فائدة، والنظر للفرد على أنّه السلطان الأكبر، لم يعد له مناخ ومسبّبات، فقد حلّ التنظيم والربحية والأداء المنضبط ووقفت الأمور للاستقامة.
لقد تسمّر الأصفر كثيرًا أمام الشاشات والحسابات بُغية وصول الخبر المُنتظر عن عاجل النصر وسط خوف من أن الفرصة قد تفوت، أو أن إرباكًا قد يحدث كما حدث من قبل، أو خللاً ربما يصيب المنشأة الصفراء كما أصابها مرّات ومرّات.
إنّ الاحتمال الكبير يواجه باحتمال أكبر، كما أن الحقيقة الكبيرة تأتي في طريقها حقيقة أكبر، وفي كلتا الحالتين يكون الحكم المُطلق الإثبات مثل الرفض المنزوع التسليم فيكون النزاع.
لقد سلّم النصراوي مفاتيح بيته لرجال جُدد أمناء على مشروع، دؤوبين على الربح، تحت أي ظرف وفوق كُل ضغط، وهم مع الأصفر المُنتظر، مثل مسافة هائلة نحو الأعلى.