|


محمد المسحل
يبدون قلقين!
2023-07-07
ظللنا لعقود ننظر للاستثمار الرياضي من كرسي المتفرج، الذي يتمنّى أن يأتي ذلك اليوم الذي يرى فيه المملكة تنافس على هذا المجال الحيوي الهام جدًا. وكنّا لا نتخيّل أن يأتي اليوم الذي يمكننا فيه إزاحة تلك العقبات والعوائق التي كانت تجثم على صدورنا كلما حاولنا النهوض لمنافسة باقي المتنافسين في هذا المجال الحيوي والهام جداً على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. حتّى جاء الزمن الذي نعيشه اليوم، والذي أنعم الله علينا فيه بقيادة نسفت كل تلك العوائق بوقت أقصر من أن نتخيله والحمد لله.
دخلنا سوق الاستثمار الرياضي، وبالرغم من بعض المنغصات التي واجهتنا في البداية، إلا أننا وخلال سنتين فقط، أصبحنا منافسين لأقوى المنظومات الاستثمارية، وبدأنا بالاستحواذ التدريجي على حقوق أكبر المسابقات العالمية، ناهيك عن استقطاب أفضل لاعبي العالم في كرة القدم لجعل منافستنا الكروية الأولى، تكون في صدارة دوريات العالم، أو على الأقل، تكون في الطريق الصحيح لتكون كذلك في وقتٍ قياسي.
لم أستغرب سلبية الطرح الإعلامي الغربي، بل وبعض الإعلام غير الغربي الذي حاول أن يستنقص من الصفقات السعودية في مجال الاستثمار الرياضي العالمي، حيث يبدون قلقين بسبب هذه الخطوات الواسعة والصفقات الأخيرة التي أتمتها الذراع الاستثمارية السيادية السعودية ممثلة بصندوق الاستثمارات العامة، بل والأحداث الرياضية العالمية التي بدأت تأخذ مكانها في أجندات الأحداث الرياضية والسياحية والترفيهية في المملكة.
عوّدتنا قيادتنا منذ عقود، ألاّ نعير اهتمامًا للأصوات النشاز التي تحاول النيل من بلادنا، وعلى هذا الأساس، أنا هنا لا أرد عليهم، بل أقوم بزف البشرى لأبناء هذا الوطن ولكل من يحبه، أننا على مشارف إطلاق مجموعة استثمارية قد تكون الأضخم في العالم، للاستثمار في المجال الرياضي بشتى أطيافه، والتخطيط للاستحواذ على العديد من المنظومات الرياضية العالمية، ذات القيم المليارية. والأخبار ستتولى تباعًا بهذا الصدد بإذن الله.
ما يهمني هنا، هو الحرص على أن يكون جل الموارد البشرية العاملة في هذه المنظومة الاستثمارية الضخمة، هم من أبناء وبنات السعودية، وأن يكون لهم الحصة الأكبر من التعليم والتدريب في هذا المجال الحيوي الهام، متمنيًا أيضًا أن يكون لكل قرار وكل خطوة تؤخذ، وكل حدث يتم تنظيمه، إرث محسوس وآخر معنوي يُترك داخل التراب السعودي لأبنائه وبناته، وأن يكون لجميع ما ذكر آنفًا آلية نقل العلوم والتكنولوجيا المتعلقة فيها. وإلا قد يفوتنا بُعد هام جدًا من الفرائد المتعددة لها.