|


تركي السهلي
بركة وانتقام
2023-07-10
عاد الهلال إلى فكرته القديمة.. الانتقام والبركة. والفكرتان متضادتان تمامًا، ولا تحملهما روح واحدة، لكنّه العقل الأزرق. أعاد البيت الهلالي المُدرّب البرتغالي خيسوس بعد أكثر من أربعة مواسم من الفراق. يرى الهلاليون أنه كان فراقًا جبريًا مليئًا بالظنيّة ووهم الإسقاط المُتعمّد في 2019 واستعان بمحمّد الشلهوب ضمن الطاقم التدريبي من أجل طرد النحس والتفاؤل.
والبرتغالي العائد أتى ومعه تصريح خطير نشرته على لسانه وسائل إعلام بأن من “حرفه” عن المنتخب السعودي وجاء به إلى “العريجاء” “مسؤول” حكومي كبير. والكلام المنقول أحدث دويًّا وتناقله من تناقله رغم أن المسألة لا تحتاج إلى كل هذا اللغط طالما أن النيّة الأساسية كانت الانتقام! فليعد خيسوس ومعه “مسؤوله” لينتقم ممن يشاء، فالوضع لم يعد مربوطًا بأحد سوى المشروع.
ثم الأمر الآخر في بيت الهلال بوضع “أبو البندري” في قائمة الطاقم التدريبي وترفيعه من “الصغار” إلى “الكبار”، والأمر معروف أنّه من أجل إنزال الخير على جدران البيت ومسح كل خطوط الشر.
المشكلة الهلالية التي لن تزول هي الجمع الدائم بين روح الشر الداعية إلى الانتقام، وتقديم الملاك في شكل الوجه الخارجي. والواقع أن هذا التضاد الأزرق حالة مرضية شديدة التعقيد.
والعودة الزرقاء للمنهج العصي على المنطق، ستكون في مسارين طوال مراحل الدوري المقبل وبطولات الموسم، إذ سيكون المشجع الهلالي بين روحين مسكونتين في بيته فهو إن خاف من التقلّبات عليه أن ينظر إلى وجه “الشلهوب” البريء وابتسامته الطفولية، وفي حال فاز عليه أحد فلا بدّ هنا من تلبّس روح خيسوس الشريرة وسحق كُل شيء. الحق أننا يجب أن نُشفق على كل أزرق في المرحلة المقبلة من حالته التي ستسكنه في الأيّام الآتية.
وعلامات العودة الانتقامية ظهرت أساسًا منذ أوّل يوم بترديد العبارات الإقصائية من بين الجماهير الزرقاء، رغم أن الجماهير الأخرى لا تدري ممّن سينتقم الهلال وخيسوسه، وليس لها علاقة بأي تداعيات نفسية لدى من أعاد البرتغالي، وهي لا تعرف على وجه الدقّة ما الذي أصاب الأزرق ولا ماهي أسباب هذه النبرة الشريرة.
وفي الاستعانة بمحمد الشلهوب للمساعدة على التدريب، سنفتقد أيّامه في وسائل التواصل هو والبندري وبندر، رغم أنها كانت يوميات مُملّة وبلا محتوى، لكنّها كانت تطلعنا على طريقة اللطف الساذج والبركة المنزوعة من كل شيء إلا منه ومن أسراره.