مشكلة الذكاء الاصطناعي ليست في سيطرته على العديد من الوظائف فقط، بل لأنه عندما يغيّر في الحاضر إنما يغيّر تراث المستقبل.
نحن مثلًا أدخلنا الأطباء في أغنياتنا، استعان بهم العشاق لإثبات حالة العشق الشديدة التي يعانونها، راح الشعراء يروون ما دار بينهم وبين الطبيب الذي عجز عن مداواتهم، وراح المطربون يغنون القصائد ويقطفون النجاح كعادتهم من الشاعر والملحن. في الخليج عشرات الأغاني التي كان محورها الطبيب وربما أغنية (جرح المودة) التي كتبها الشاعر فالح، ولحنها طارق عبد الحكيم، وغناها محمد عبده، من أشهر الأغاني التي تروي عجز الأطباء عن علاج ما أصاب الأخوة الحِبيبّة!
رحت يم الطبيب اللي يداوي الجروحي
قال جرح المودة ما يسر الدوا به
قلت قلبي تكلّف يا الطبيب النصوحي
قال طبه مع اللي ولّعه واشتقى به
الأغنية جميلة، والحوار بين العاشق والطبيب صنع قصة أضافت لجمال الأغنية، الخبر الذي لا يسر أن مثل هذه الأغاني أصبح وجودها مهددًا، لأن الذكاء الاصطناعي وصل لمهنة الطب، وجوجل أطلقت طبيبها الجديد الذي سيقدم إجابات أكثر دقة وسيكون أداؤه مثل أداء الطبيب البشري حسبما ذكرت، حتى أنها قالت بأن دقة إجاباته وصلت إلى 92 بالمئة، وهي أعلى بكثير من دقة صديقي الدكتور عبد الكريم. إن وجود أطباء غير بشريين سيحرم الشعراء من استخدام الأطباء في أفكار قصائدهم، ولكن، هل من الممكن أن يتأقلم الشعراء الحاليون مع الطبيب الإلكتروني ويصيغوا قصائدهم بشكل حديث، كأن يقولون بأن الجوال (هنّق) عندما كتبوا سؤالًا للطبيب الإلكتروني عن حالتهم لشدة صعوبة الحالة! المؤكد أن وجود الأطباء في الأغاني لن يبقى على حاله، شأنه شأن الكثير من الأشياء التي تغيرت بتغير الزمن. هكذا إذن نودع مرحلة من مراحل تغير كلمات الأغاني، وداعًا للأطباء في الأغاني، وداعًا لأول أغنية حفظتها وكان الطبيب أحد أبطالها:
يا طبيب شلون علَّه علتي
يا طبيب دوم تهمل دمعتي
علمت دوح الحمام لوّنتي
أخذ أطباعي وصار نوحه اطباعه.
ـ في رحيل ميلان كونديرا هذا الأثر: أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره للأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام. لم يكن ثمة سوى مقاومة وحيدة ممكنة، ألا نأخذه على محمل الجد.
نحن مثلًا أدخلنا الأطباء في أغنياتنا، استعان بهم العشاق لإثبات حالة العشق الشديدة التي يعانونها، راح الشعراء يروون ما دار بينهم وبين الطبيب الذي عجز عن مداواتهم، وراح المطربون يغنون القصائد ويقطفون النجاح كعادتهم من الشاعر والملحن. في الخليج عشرات الأغاني التي كان محورها الطبيب وربما أغنية (جرح المودة) التي كتبها الشاعر فالح، ولحنها طارق عبد الحكيم، وغناها محمد عبده، من أشهر الأغاني التي تروي عجز الأطباء عن علاج ما أصاب الأخوة الحِبيبّة!
رحت يم الطبيب اللي يداوي الجروحي
قال جرح المودة ما يسر الدوا به
قلت قلبي تكلّف يا الطبيب النصوحي
قال طبه مع اللي ولّعه واشتقى به
الأغنية جميلة، والحوار بين العاشق والطبيب صنع قصة أضافت لجمال الأغنية، الخبر الذي لا يسر أن مثل هذه الأغاني أصبح وجودها مهددًا، لأن الذكاء الاصطناعي وصل لمهنة الطب، وجوجل أطلقت طبيبها الجديد الذي سيقدم إجابات أكثر دقة وسيكون أداؤه مثل أداء الطبيب البشري حسبما ذكرت، حتى أنها قالت بأن دقة إجاباته وصلت إلى 92 بالمئة، وهي أعلى بكثير من دقة صديقي الدكتور عبد الكريم. إن وجود أطباء غير بشريين سيحرم الشعراء من استخدام الأطباء في أفكار قصائدهم، ولكن، هل من الممكن أن يتأقلم الشعراء الحاليون مع الطبيب الإلكتروني ويصيغوا قصائدهم بشكل حديث، كأن يقولون بأن الجوال (هنّق) عندما كتبوا سؤالًا للطبيب الإلكتروني عن حالتهم لشدة صعوبة الحالة! المؤكد أن وجود الأطباء في الأغاني لن يبقى على حاله، شأنه شأن الكثير من الأشياء التي تغيرت بتغير الزمن. هكذا إذن نودع مرحلة من مراحل تغير كلمات الأغاني، وداعًا للأطباء في الأغاني، وداعًا لأول أغنية حفظتها وكان الطبيب أحد أبطالها:
يا طبيب شلون علَّه علتي
يا طبيب دوم تهمل دمعتي
علمت دوح الحمام لوّنتي
أخذ أطباعي وصار نوحه اطباعه.
ـ في رحيل ميلان كونديرا هذا الأثر: أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره للأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام. لم يكن ثمة سوى مقاومة وحيدة ممكنة، ألا نأخذه على محمل الجد.