لا تكتمل زيارتُك للجزائر إذا أسقطتَ حديقة “التجارب العلمية” من برنامجك. نصيحةٌ في شكل تنبيهٍ ودّي سمِعتها “الرياضية” مرارًا من جزائريين لدى تغطيتها، أخيرًا، دورة الألعاب العربية الـ 15، وما أحاط بها من أجواء وأنشطة ثقافية وفنية وسياحية.
ومن أسباب اتّساع شهرة حديقة “التجارب العلمية” تصويرُ مشاهدَ داخلَها من فيلم “طرزان” السينمائي الأمريكي الشهير، الذي عُرِض عام 1932 تزامنًا مع مرور قرنٍ على إنشائها. ومن ظرف الإنشاء، انبثق الاسم الرسمي للحديقة، إذ كان الهدفُ منها، كما تقول رواية رائجة، إيجاد مساحةٍ تحتضن مختبرًا للتجارب والبحوث الزراعية ومشتلًا لنباتات استُقدِمَت آنذاك من خمس قارات.
وتنقّلت التغطية الميدانية بين الجزائر العاصمة و4 مدنٍ هي وهران وعنّابة وقسنطينة وتيبازة.
وفي كل مدينة مستضيفة، ألقت “الرياضية” نظرةً على أبرز الوجهات والمعالم، خارج ميادين التنافس بين اللاعبين. وكان لحديقة “التجارب العلمية” نصيبٌ من ذلك، نزولًا عند ترشيح أبناء البلد. عند الدخول إلى الحديقة، الواقعة في قلب العاصمة، يُفاجَأ الزائر بانخفاض درجة الحرارة، مقارنةً بالخارج، إلى حدّ استشعار البرودة.
وحسبما ذكر لـ “الرياضية” جزائريون، فإنه يحلو لبعضهم وصفُ الحديقة، التي تتخذ شكل مدرّجات خضراء، بـ “جنّة العاصمة”، أو “متحف الطبيعة”، أو “المكتبة النباتية”.

وأغلب الزوّار إما سيّاح، أو عائلات باحثة عن الاستمتاع بالطقس، أو طلاب مدارس وجامعات، قادمين في شكل رحلات. تحتلّ الحديقة مساحة 320 ألف متر مربع، من شارع حسيبة بن بوعلي إلى شارع محمد بلوزداد، قبالة مياه الخليج. ويعود إنشاؤها إلى عام 1832م، ما يُقرِّبها من عمر قرنين، فيما تُسمّى المنطقة المحيطة بها “الحامة”، لذا يسمّيها بعض السكان حديقة الحامة.
وتحتوي الحديقة على 2500 نوعٍ من النباتات، وأشجارٍ عمرها مئات الأعوام، ومتحفٍ للفنون الجميلة. وعند التجوّل داخلها، يُلاحَظ اشتمالُها على حدائق أصغر حجمًا تحمل تصنيفاتٍ محدّدة، منها حديقة على الطراز الكلاسيكي الفرنسي، وأخرى على الطراز الإنجليزي، وحديقة للحيوانات. وداخل المساحة مترامية الأطراف، ينقل خط كبائن معلّقة “تليفريك” الزوّار من موقعٍ إلى آخر، وتنتشر بعض الأكشاك لبيع الأكلات الخفيفة.