|


تركي السهلي
حيتان النصر
2023-07-24
إن لم يتغيّر العقل الأصفر في طريقة إدارة المرحلة، فإن الوضع الحالي لن يؤدي إلى النجاح.
المشكلة الكبرى في النصر هي الحرب الداخلية بين مسلّي آل معمّر، وأحمد الغامدي، بين رئيس مجلس إدارة الشركة، والرئيس التنفيذي، وكلاهما أتى من “المؤسسة غير الربحيّة”. الحق، أن نقل ملكية الأندية الأربعة، من وزارة الرياضة إلى صندوق الاستثمارات العامة، أفاد الجميع، إلا الواقع في “طويق” غرب الرياض، إذ شكّلت نسبة الربع، المسمار الذي دقّ في النعش على عكس غيره التي كانت لها طوق النجاة.
والحال الإداري، لا يتطلّب سوى الاتفاق لا التناحر، والعمر أساسًا للعمل لن يبقى إلا عام واحد ويصبح الصندوق مالكًا بالكامل للأندية. وهذا ما يجب أن تدركه الأطراف الصفراء، وألا تذهب إلى الشاطئ كحيتان في موجة انتحار جماعية.
وبالنظر إلى المشهد العام في الداخل النصراوي، فإن التطاحن المُتعدّد أضاع على فريق كُرة القدم فرصًا هائلة في استقطاب لاعبين على مستوى عالٍ مثل الفرنسي موسى ديباي، الذي جاءت تبريرات خسارته مليئة بالتضليل للجمهور الأصفر، كون الأدوات جنحت إلى تحميل “أموال الصندوق” ومماطلة الدفع، بهدف إبعاد اللوم عن الرئيس التنفيذي، الذي يبقى الأول والأخير في إدارة الملف التفاوضي.
الواضح أمام الجميع، أن مجموعة العمل في رابطة دوري المحترفين لا تتأخر في الدفع، ضمن الأموال المرصودة، وهي تتعامل مع الأمر بتحقيق الرغبات لا الفرض والمحاباة، وإن من يتولّى الكلام والأخذ والرد مع اللاعبين والمدربين، هي الأندية التي تُحدّد متطلّباتها، لا الرابطة ولا غيرها.
إن المتابع النصراوي، يجب أن يكون على اطلاع تام لما يحدث في الداخل، وأن يحذر من مجموعة “تويتر” التي تقود إلى الخداع وتمييع الحقائق.
لقد تحقّقت لأحمد الغامدي فرص عظيمة لتسجيل نفسه واحدًا من أنجح التنفيذيين، لكنّه نظر إلى المسألة بمنظور ضيّق، ما أضاع عليه وعلى ناديه أن يحتلّ مكانة رفيعة في مرحلة زمنية شديدة العطاء. إنّ صمت آل معمّر تعبير واضح عن “تكبيله”، في مقابل إطلاق اليد للغامدي، وجزء من مشهد يكون فيه التنفيذي أكبر من رئيس مجلس الإدارة، في تحرّك لم يحن وقته بعد، وصلاحيات لم يتجه مجلس إدارة الشركة إلى إعطائها حتى الآن.
إن العمل في نادي النصر ضعيف وفاشل وفق العوامل الحاضرة، ولن يقود العالمي، إلا إلى مزيد من المؤامرات الداخلية في أروقة الأصفر المظلوم من أهله.