|


رياض المسلم
أبناء الـ «دي جي».. ونار هنيدي تورّث لاعبا
2023-07-29
في لقاء النجم الكبير محمد هنيدي صاحب السيرة “الطويلة” والتاريخية في حقول التمثيل، مع المذيع الخبير معتز الدمرداش في برنامج “ضيفي” عبر قناة الشرق، يجيب على سؤاله عن ابنه أحمد ومستقبله، فتوقعت أن النجم العبقري سيقول إن ابنه أحد الوجوه الشابة في عالم التمثيل، كمحمد عادل إمام وأحمد خالد صالح، وتيام مصطفى قمر، ويوسف وائل نور، وغيرهم لكنه أجاب بأن ابنه حاليًا لاعب كرة قدم في نادي أليمريا الإسباني “درجة الناشئين”.
استغرب معتز من إجابة هنيدي حول توجه ابنه وهو النجم الذي لا يتحدث كثيرًا عن عائلته ويصنفها أمورًا شخصية ولم يتخذ منهم محتوى لجذب الكثير من المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما ينتهج ذلك الكثير من حمقى تلك المنصات، ويعلق أبو “ميدو” بقوله: “لن أخدع أبنائي وطلبت منه أن يلعب الكرة وأشاهد إن كانت لديه موهبة أو “بكاش” لكني أدركت بأنها يمتلكها”.
في إجابة هنيدي رسالة مؤثرة لكل وليّ أمر بأن مسار الآباء “النجوم” ليس شرطًا أن يسلكه الأبناء فالمواهب لا تورّث، فالنجم الأسطوري الذي لعب الكرة بطريقة كوميدية قبل أكثر من ربع قرن في “إسماعيلية رايح جاي” ألغى مفهوم توريّث المهن وفتح أفاقًا جديدة لابنه.
للأسف أن أبناء النجوم في مختلف المجالات ممن اكتسبوا مهن آبائهم عن طريق الواسطة ابتليت بهم الأوساط فخرج الممثل الفاشل والمطرب “النشاز”، واللاعب “المعطوب”، والمذيعة “الخرساء”، والصحفي “الفقير مهنيًا” ولا يحتاج ذكر الأسماء فقط التفتوا حواليكم وفتشوا عن “السكر”.
وهذا لا يعني أن جينات المواهب لا تنتقل إلى الأبناء بل هناك أمثلة ناجحة، منها ابن الأسطورة الراحل محمود عبد العزيز “كريم” وكل ما شاهدته أردد بيت دايم السيف “يا شبيه صويحبي حسبي عليك”.
بعض النجوم من عشاق توريث عرش المهن لأبنائهم يتعاملون معهم بأسلوب التحكم والسيطرة، وكما يقول النجم أحمد أمين في برنامجه “فاميليا”: “بعض الآباء يطلبون من أبنائهم الصراخ ليسمعوا وفي الوقت ذاته يأمروهم بخفض الصوت وكأنهم يتعاملون مع “دي جي” وليس أبناء”.
ولدينا في السعودية الكثير من الأمثلة على نجوم نثروا أبناءهم في ساحات “الوغى” غير مدججين بسلاح الموهبة فأصبحوا مضحكة، يعجبني النجم ناصر القصبي عندما تلمس موهبة ابنه البكر راكان في الهندسة والإنتاج ودعمه في ذلك.
نجاح النجوم لا يعني بأنه صك شرعي يلتزم به الأبناء ليسيروا على الطريق ذاته، فالمواهب ليست بالوصيّة لكن بالفطرة.
وإن شاهدتم أحد أبنائي “صحافيًا” مستقبلًا فأرجوكم لا تقولوا “واسطة”.