|


د. عبد الرزاق أبوداود
جيل محظوظ!!
2023-08-14
كانت الرياضة، وما زالت، شغفًا جماهيريًا، ركض خلفها عشاق الرياضة السعودية في الماضي، يوم كان استقطاب “لاعب متميز” مسألة صعبة، تكلف بضعة آلاف من الريالات، ثم تطورت نوعيًا، فارتفعت إلى مئات ألوف الريالات، وسيارة فارهة، ليتنازل نادٍ عن خدمات لاعب مميز، لينتقل إلى نادٍ آخر، على استعداد لدفع مهر انضمام أحد المتميزين إليه، من خلال البحث عن المواهب في المدن والقرى والأرياف، حيث كان بالأندية مستكشفون للبحث عن المواهب الكامنة فيها، ليتم ضمها إلى الفرق الكبيرة، خاصة التي تنافس على البطولات.
تلك مراحل انقضت من الذاكرة المجتمعية الرياضية السعودية، وانطلقت مسارات الرياضة السعودية إلى آفاق تطويرية جديدة، وأموال طائلة، وجهود مضنية، لضم لاعبين ومهارات رياضية عالمية، لم يسبق لها مثيل، سوى بضع استقطابات في الأندية السعودية الكبار كالأهلي والاتحاد والهلال والنصر، التي سبق لرجالها استقطاب أعداد كبيرة من اللاعبين الدوليين البارزين مثل ذياب، والصغير، ودابو، وريفلينو، وبيبيتو، وستويشكوف، وكالون، وبهجة، وموسى، وفيلهلمسون، ودينيلسون، ومونتاري، وسيرجيو، والحزامي، وبركات، وبدرة، وغيرهم كثيرون، وهؤلاء مجرد نماذج لعشرات وعشرات اللاعبين الأجانب الذين لعبوا في المسابقات الكروية السعودية.
في خضم الاهتمام الجماهيري والإعلامي الكبير، أصبحت كرة القدم السعودية محط أنظار الإعلام الدولي والإقليمي، بصورة لم تكن موجودة في السابق، ومع ذلك فإن هناك آراء أخرى ترى أن وجود هذا الكم من اللاعبين الأجانب في المسابقات السعودية لكرة القدم كان “في الواقع” على “حساب” اللاعبين الوطنيين، مما ينعكس سلبًا على فرصهم الميدانية، رغم تأكيد بعض “خبراء” كرة القدم السعودية بأن وجود هذه الأعداد الكبيرة من اللاعبين الأجانب بالمسابقات الكروية السعودية، إنما يصب في مصلحة وتطور الكرة السعودية، كنتيجة طبيعية للاحتكاك الفني والسلوكي الميداني، والمحاكاة المباشرة، وستكون له عواقب أخرى، رغم فوائده الكبيرة “برأي” المتابعين!!
وبصرف النظر عن الآراء المطروحة، فإن التأثير سيكون واضحًا، بظل تضاؤل فرص العناصر الوطنية بكافة المراكز. ومع ذلك، فإن التفاعل الجماهيري على المسابقات السعودية سيكون مرتفعًا، وهذا الجيل من اللاعبين والجماهير هم الأكثر حظًا ومحاكاة، مقارنة بالأجيال السابقة، كما أن تأثير المهارات والأساليب الفنية يظهر أهمية تطوير منظومة ومنتخبات سعودية أكثر حظًا ومستوى وجماهيرية.
الأهلي: بداية قوية، ومحترفون أجانب متميزون، وأفضل حارس بالعالم ظهر مهزوزًا!!