|


تركي السهلي
تعبير خاطئ
2023-08-14
التصريح الذي أدلى به الأمير عبد العزيز بن تركي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي لكرة القدم، عقب فوز النصر على الهلال في نهائي البطولة التي استضافت منافساتها مدن الطائف وأبها والباحة، بأن البطولة شهدت نديّة بين الفرق رغم “ودّيتها”، يمكن اعتباره “ تعبير خاطئ”.
والأمر كلّه، وحول التجمّع العربي، ينبع من السعودية التي تقف خلف إعادة البطولة، ودعمها، والدفع بها نحو المتابعة، والنجاح إلى ما هو أبعد من حدود العرب، وتعزيز شرق أوسط لديه رياضة قويّة وسوق رياضي كبير.
والاتحاد العربي بتخطيطه وعمله وجوائزه المالية الضخمة، جذب كبريات الأندية العربية، وجمع الجمهور من المحيط إلى الخليج حول فكرة المنافسة العالية، ودفع الأندية السعودية للمشاركة بالنجوم الكبار في أنديتها مثل رونالدو، وبنزيما، وروبن نيفيز، وحظيت المباريات بزخم إعلامي هائل وصل إلى أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية. وطغى حديث البطولة على أي حديث رياضي في العالم، وتحدّثت الصحف، والمحطّات الفضائية، والمنصّات الإعلامية عن “معجزة رونالدو” في النهائي، وعلّق كبار نجوم اللعبة الدوليين، وشاهد الجميع الحدث، لكن “رئيس الاتحاد” لم يعتبر كل ذلك، وربما لم يعط البطولة حقّها من التقدير، رغم أنّه المُطالب الأول في الدفاع عن قوّتها، واستمرارها.
والعرب كُلّهم وثقوا في السعودية أولًا، ثم في الأمير عبد العزيز الفيصل رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم واتحاد اللجان الأولمبية العربية، ومشوا خلف البلد ذات المشروع الرياضي التي تبلغ القيمة السوقية لطرفيها في النهائي العربي 316 مليون يورو، ولم يكن العرب في حاجة إلى القول لهم إنّ الجهد الذي بُذل، والاجتماعات الطويلة التي انعقدت، والأموال الكبيرة المصروفة، لم تكن إلَّا من أجل لقاءات حبيّة لطيفة خفيفة، لا هدف منها سوى المواعيد الثنائية، والصور التذكارية، والفنادق السياحية، والابتسامات الصباحيّة، والجوائز الذهبية، والفضيّة، وكل ما جاء قبل وبعد البرونزيّة.
لقد أخفق الأمير عبد العزيز في قراءة الحدث، وفي تصدير القيمة الحقيقية للبطولة، وهو الرجل الشغوف الدؤوب الناجح في مساريه المهني والشخصي.
لقد نجحت البطولة العربية على نحوٍ واضح، وكانت واحدة من العلامات البارزة في مسيرة الاتحاد العربي لكرة القدم، ويكفي أن نعلم أن البطولة كانت تحت رعاية القيادة السعودية مباشرة، ولن يُقلّل منها على الإطلاق حديث رئيس مجلس إدارة اتحادها الذي سنجد له العُذر في أنّه كان يقصد الأخذ بالبطولة إلى عالميّة الأسماء والمستوى والنقل والتنظيم والمتابع، وأنّه يريد أن تكبر أكثر وأن يقصدها البعيد قبل القريب. العذر كل العذر للأمير والفرح كل الفرح للبطل الكبير.