|


محمد المسحل
حماية الاستثمارات الرياضية
2023-08-25
تحوَّلت الرياضة على الصعيد العالمي إلى صناعة متكاملة من جميع الجوانب، فأصبح لها اقتصادها الضخم، وتخصُّصاتها وعلومها الدقيقة، سواءً في الطب الرياضي، أو الإدارة الرياضية، أو التسويق والاستثمار، أو في الجوانب الفنية والهندسية، التي صارت محفزات حقيقية لبناء آلاف المصانع والمعامل، والمنظومات ذات العلاقة بالمجال.
وهذا الاقتصاد الرياضي الهائل تشكَّل بوجود قائمة عريضة من المشاهير والمسؤولين والخبراء ذوي الوزن الاجتماعي الكبير، والاقتصادي الهائل بسبب جماهيريتهم الطاغية التي أصبح لها تأثيرها على المليارات من المتابعين، سواءً في المدرَّجات الرياضية، أو حتى على الشاشات التلفزيونية ومنصَّات التواصل الاجتماعي.
كل ذلك يجعلنا أمام تحدٍّ حقيقي فيما يخصُّ تأهيل الكوادر القادرة على التعامل مع هذه الصناعة ذات الجوانب الاجتماعية والاقتصادية الهائلة، وهذا لن يتأتَّى إلا بإيجاد مشروعات أكاديمية وتدريبية متخصِّصة، وعلى مستوى عالمي، يمكننا من خلالها نقل المعرفة العصرية الحديثة في كيفية العمل بأعلى مهنية ممكنة في الحقل الرياضي، بل والعمل في المجالات الداعمة لهذا الحقل، الذي يكبر حجمه يومًا بعد آخر، بالتالي، أصبح من الضروري جدًّا، أن تكون هناك مؤسساتٌ تعليميةٌ وتدريبيةٌ متخصِّصةٌ، تأخذ على عاتقها قبول التحدي، لتثقيف وتأهيل آلاف الشباب والشابات، وتمكينهم من الوصول للمستويات المهنية المطلوبة التي تصنع منهم قياديين ناجحين، لخوض غمار العمل الممتع في صناعة الرياضة، سواءً في المملكة العربية السعودية، أو في أي بلد آخر في العالم، وتعمل جاهدةً، كما ذكرنا، على نقل المعرفة في هذا المجال لكل طلابها. هذا مع ضرورة وجود شركاء استراتيجيين داخليين “مثل المؤسسات الرياضية والتدريبية الوطنية”، وشركاء عالميين في مجال التدريب الإداري، والطبي، والهندسي، والتدريبي الرياضي، ما يسهم في تحقيق الجانب الرياضي من “رؤية المملكة 2030” بإذن الله.
الفعاليات الرياضية التي ستحتضنها المملكة في السنوات المقبلة، بل وتلك التي ستشارك بها الأندية والمنتخبات السعودية على المدى القصير والمتوسط والبعيد، ستحتاج إلى كوادر سعودية مؤهلة، تقوم بأعمال التنظيم، والتشغيل، والتخطيط، والإدارة، التي من شأنها إخراج تلك المشروعات والمشاركات بالشكل الصحيح، إضافة إلى العدد المتزايد من المنشآت والأندية والمشروعات الرياضية الضخمة، التي بدأت تتجه نحو الخصخصة، والدخول في المجال الرياضي بوصفه صناعةً ورافدًا اقتصاديًّا مهمًّا للدولة بقطاعاتها العامة والخاصة. كل ذلك يتطلَّب وجود كوادر مؤهلة ومستعدة لخوض مثل هذه التحديات، التي يتسابق من أجلها كثيرٌ من دول العالم.