|


رياض المسلم
سطار وعياض.. شرفتونا وفضحتونا
2023-08-26
قد تنفع الإعلانات التجارية مع أي منتج، وتدعمه وتذرّ رماد “الغش” في عيون “الحقيقة” وينجرف خلفها الكثير قبل إدراكهم بأنهم “نزلوا على ما فيش”، لذا غالبًا ما يبحث أصحاب المنتجات عن شركات تسويق تعرف لعبة الصندوق والمكوث خارجه، ولكن في السينما الأمر مختلف، فليس الإعلان هو من يقود المشاهد إلى شباك التذاكر لكنها عوامل أخرى أهمها ذكاء المستهلك الذي قد ينخدع في إعلان عصير أو وجبة أو زيت فرامل لكنه في الأفلام تكون حواسه “متيقظة”.
فيلم “سطار” الذي كتب تاريخ الانطلاقة الحقيقية للأفلام السعودية، وصل إلى العالمية ومبيعاته جعلت صنّاعه يفكرون في حجبها “خشية من العين”، وشاهدت الفيلم عند عرضه في الصالة العام الماضي، وكتبت حينها إن دخولي كان من باب ما جاء في “المجاملة”، وحبًا في الفشار، لكن ذهلت بما شاهدت من عمل احترافي ومهنيّ حقيقي لا يختلف عن الأفلام العالمية.
“سطار” يذهب بنجاحاته إلى أقوى منصة عرض عالمية “نيتفليكس” ويتربع على عرش الصدارة، وكان متوقعًا فرد ذراعيه في القمة قبل أن يبث، فعلًا تجربة سعودية سينمائية حقيقية استخدم فيها كل مقومات النجاح في الإنتاج “البحبوح” وكوميديا الموقف، والقصة المترابطة والمتناسقة وقبل ذلك الرؤية الإخراجية والأداء المبهر لنجومه إبراهيم حجاج وإبراهيم خير الله وعبد العزيز الشهري.
ومع نجاح “سطار” نقول “آن لآل تلفاز أن يمدوا رجليهم”.
بعد سطوة “سطار” توقعت أن لا نعود إلى التجارب السعودية السينمائية “المخجلة”، لكن أغرقت الشوارع ووسائل التواصل بخبر نزول فيلم “عياض في الرياض” للنجم محمد العيسى، ولم يمكث في الصالات سوى فترة قصيرة ولم يستطع أن يمد يده في جيوب السعوديين ليشتروا تذكرة دخوله، فاستقطبته “نيتفليكس” وتوقعت حينها بأنه قد ظلم فنيًا أو لم يسعفه الوقت، فجمعت العائلة لمشاهدته.. وحينها ندمت فلقد كنت مثالًا رائعًا وقدوة لأبنائي في اختيار الأفلام السينمائية وبعد “عياض في الرياض” نزل مؤشريّ كما هو حال مؤشر سوق الأسهم وحربه في الوصول إلى 12 ألف نقطة..
الفيلم أجمل ما فيه ظهور العيسى و”خفة ظله” التي يستطيع أن يطل بها عبر السناب شات بدلًا من أن يرهقوا صناع الفيلم الذي يعيدنا إلى ما قبل أفلام الأبيض والأسود، وشكل مثالا غير جيدا للافلام السعودية على المنصة العالمية.
هيئة الأفلام لا تألوا جهدًا في دعم الأفلام السعودية وصناعها ولكن عليها أن تشدد الرقابة وتضع معايير جودة للأفلام المحلية ليخرج لنا “سطار” جديد ونوقف عبث بعض المنتجين الباحثين عن المال فقط.