|


نبيه ساعاتي
موسم كوارثي للاتحاد
2023-08-30
أنهى الاتحاد الموسم الماضي بطلًا للدوري ليضيفه إلى بطولة السوبر وسط استقرار فني وإداري، أي في وضع مثالي لانطلاقة موسم جديد يمثل فيه الوطن في بطولة كأس العالم للأندية إلى جوار البطولتين العربية والآسيوية، إضافة إلى البطولات المحلية.
ولكن للأسف إدارة شركة الاتحاد بمشاركة سانتو ومباركة مسؤول تعاقدات الاتحاد في الصندوق لم يستثمروا هذه المعطيات الإيجابية في بناء فريق عالمي يمثل الوطن في بطولة كأس العالم وينافس على لقبها، فبدأت رحلة الإخفاقات من الاكتفاء بمعسكر الطائف وعدم إقامة معسكر خارجي يليق بفريق يتأهب لخوض منافسات قوية تبدأ بالبطولة العربية التي لعبها الاتحاد بدون مباريات ودية فكان من الطبيعي أن يغادرها خالي الوفاض.
والأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل في الوقت الذي رتبت فيه فرق الصندوق الأخرى أوراقها وأبرمت صفقات مدوية، إذ بإدارة الاتحاد تضيع الوقت وتلهث وراء السراب، فبعد أشهر من التفاوض مع الشباب لاستقطاب تمبكتي ذهب إلى الهلال ولا يوجد له بديل، وبعد أسابيع من التفاوض مع محمد صلاح يبدو أنه استقر في ليفربول دون خطة بديلة، والخانة الأهم والشاغرة منذ نهاية الموسم الماضي بعد إصابة حجازي لم تشغل حتى الآن، ومع ضيق الوقت أصبحت الخيارات محدودة.
هكذا تراكمت أخطاء فادحة ستلقي بظلالها على مشاركة العميد في كل بطولات الموسم، وحقيقة كنت أتمنى من أعضاء شركة الاتحاد أن تكون لهم بصمة في آلية القرار الاتحادي وفاعليته، وكنت أمني النفس بتولي وزارة الرياضة إعداد الاتحاد ليحقق أحد أهداف رؤية المملكة 2030، ولكن للأسف ذلك لم يحدث، وأصبح إعداد ممثل الوطن متواضع وبالتالي من المرجح أن تأتي مشاركته في كأس العالم تشريفية لا أكثر، وبذلك نكون قد أضعنا فرصة ذهبية لتحقيق لقب عالمي باسم الوطن.
أما محليًا فبواقعية الاتحاد لن يستطيع أن ينافس الهلال الذي اختار عناصره بعناية فائقة، والنصر الذي صنع فريقًا متميزًا سيكون له نصيب من الألقاب، حتى الأهلي الذي صعد للتو من يلو استطاع أن يبرم صفقات مميزة سواء محلية أو أجنبية وسيكون منافسًا على البطولات.
هكذا هو المشهد الاتحادي بتجرد، فمن الواضح أن الاتحاد أقل فرق الصندوق من حيث الاستفادة من هذه المرحلة التاريخية لبناء فريق الأحلام، فالتعاقدات أقل من الآخرين وكذلك الإنفاق أقل من الآخرين، وبالتالي النتائج حتمًا أقل من الآخرين، ما لم يتم تدارك الوضع.