|


محمد المسحل
مشاعر الناس
2023-09-02
قال ابن حزم الأندلسي: “مَن تصدَّر لخدمة العامة، فلا بد أن يتصدَّق ببعض من عرضه على الناس، لأنه لا محالة مشتوم، حتى وإن واصل الليل بالنهار”.
أي أنك عزيزي المسؤول العامل في القطاع الخدماتي العام، الذي يتعلَّق بمطالب الآلاف بل والملايين من المستفيدين وذوي العلاقة، وأخصُّ بالذكر القطاع الرياضي، الذي يشهد زخمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، ستتعرَّض لا محالة لكثير من الانتقادات، بل والإساءات أيضًا، التي تتعدَّاك في كثير من الأحيان، لتمسَّ عرضك، وسمعتك، وأسرتك، خاصةً من قِبل الجهلاء والسفهاء والتافهين وشذَّاذ الآفاق.
بالتالي، فإن كنت عزيزي المسؤول تقع في هذا التصنيف، وتشغل منصبًا على صفيح ساخن، فمن الحري بك أن تتوقَّع ذلك النقد، والاتهام، والقذف، وتلك الإساءة، التي قد لا يتحمَّلها ويتجاوز عنها إلا القليل، فإن تحمَّلتها، ونويت الاستمرار حيث أنت، فتصدَّق على هؤلاء بالعفو والصفح والتجاوز، واحتسب الأجر عند الله، حيث قال الله تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّه}. “الشورى 40”.
أقول ما قلته أعلاه وأنا ما زلت أرى أن الطرح الإعلامي سواءً الذي نشاهده، أو نسمعه، أو نقرأه في وسائل الإعلام المعروفة، أو تلك الموجودة على منصَّات التواصل الاجتماعي، لا يزال كثيرٌ منه ينال من سمعة وأعراض وذمم عديد من المسؤولين على الرغم من وجود القوانين الصارمة التي بدأنا نلاحظ ردعها لكثير من هؤلاء المتجاوزين، ما يدلُّ على وجوب تكثيف ثقافة النقد في هذا الوسط، وزيادة حملات التوعية القانونية التي تختصُّ بحماية سمعة وذمم وأعراض كل مَن يعمل فيه، فهم يعملون في قطاعٍ، يخدمون من خلاله الوطن وشبابه، ويستحقون إيجاد ما يعينهم من الإجراءات النظامية والتوعوية التي من شأنها مساعدتهم على العطاء والاستمرار.
طالما عانت أسر كثير من المسؤولين الحاليين والسابقين الذين عملوا ويعملون في هذا القطاع المهم من تلك الإساءات التي تنال من آبائهم وأبنائهم وإخوانهم لأسباب عدة، تتعلَّق إمَّا بقرارات، أو نتائج، أو تصريحات، أو حتى شائعات، فتقرأ مَن يتمنى لهم الموت، أو المرض! وهناك من يتفنَّن في قذفهم بتهم جزافية، لم ينزل الله بها من سلطان، لتتحوَّل بعض المنابر الإعلامية ومنصَّات التواصل الاجتماعي بمساحاتها وساحاتها لمواقع فيها من البشاعة وسوء الطرح والمنطق ما لا يتحمَّله أحد.
همسة أخيرة في إذن كل من أساء ويسيء لأبناء الناس، أقول فيها: “اتَّقِ الله في نفسك ومشاعر الناس، فالله يسمعك ويراك”.