|


نواف العقيّل
الاستفادة من التجربة الإنجليزية
2023-09-02
على مدار تاريخ كرة القدم كانت الاستفادة من التجارب الناجحة أو الفاشلة بين الدوريات سببًا رئيسًا بتطور دوري على حساب دوري آخر، حيث تعتبر التجربة نموذجًا جاهزًا للدراسة بالكامل من أي جهة لمعرفة سبب النجاح أو الفشل، ومحاولة الخروج بتوصيات لتطوير المنتج الموجود، حيث تصرف الدوريات الكبرى على المستوى العالمي الملايين على مراكز الدراسات من أجل ذلك.
واقع دورينا المحلي بعد 3 جولات من انطلاقه، حيث لعبت 12 مباراة بين الأندية التي يطلق عليها اسم الصندوق والأندية الأخرى، حيث تفوقت أندية الصندوق بشكل ساحق على المستوى الفني والنتيجة، وهذا أمر صنع فجوة واضحة، وقد تستمر طوال الموسم، وهذا أمر مقلق إذا أردنا أن يصبح دورينا أحد الدوريات الخمسة الكبرى على مستوى العالم.
التجربة الإنجليزية هي أفضل مثال نستطيع الاستفادة منه، الكل يعرف أن أندية الصندوق تعيش وضعًا ماليًا مختلفًا تمامًا عن بقية الأندية، وهو أمر مشابه للفوارق المالية بين أندية التوب 6 بالبريمير ليج، وبقية الأندية، ولكن استطاع الإنجليز تقليص الفارق الذي يصنعه المال، حيث يمثل المال 60% من قوة كرة القدم حاليًا بسبب أنه يسهل عليك خطوات البناء وشراء اللاعبين الأجهز.
ما حدث في إنجلترا أنه تم تقليص الفجوة بين أندية التوب 6 وبقية الأندية من خلال الاستثمار بالمدرب الذي يوفر معرفة لتقليص كل شيء على أرضية الملعب، فنشاهد مباريات تنافسية أكبر، بجانب تعيين هيكل إداري قوي على المستوى الاستراتيجي، لكي يعالج أي تحرك طارئ، وهنا نضرب مثالًا في حالة برايتون عندما أتى تشيلسي وجلب المدرب جراهام بوتر، مباشرة الهيكل الإداري استبدل جراهام بوتر بالمدرب دي زيربي، والأمثلة المشابهة كثيرة في إنجلترا.
ما أريد قوله إننا بحاجة إلى تعيين مدربين أفضل في الأندية المتوسطة، يقدمون إضافة فنية تقلص الفوارق، حيث من السيئ أن تشاهد مدربًا يدرب فريقًا متوسطًا يخرج في مؤتمر صحافي يتعذر بصفقات أندية الصندوق، وهذا أمر لا يصنع عقلية قوية داخل الفريق، وهذا يضر بالدوري بالكامل.
لم يصل الإنجليز لما هم عليه اليوم، حيث يملكون الدوري الأفضل على مستوى العالم، إلا بالوقت والصبر والاستفادة من غيرهم، حيث استفاد الإنجليز من التجربة الإيطالية والإسبانية بشكل كبير لصناعة هذا الدوري، ونحن يجب أن نرفع المعايير في كل شهر لكي نشاهد دورينا يتحول إلى دوري عالمي لا يمكن أن يتزحزح من مكانه، ويحجز مكانة عالمية إلى الأبد، لنتذكر دائمًا أننا في البدايات، والقادم أعظم، بمشيئة الله، ثم بدعم القيادة.