في حياتنا شخصياتٌ كبيرةٌ، نحبُّها، وهم لا يعرفوننا، ولم نلتقِ بهم، فهم كالنجوم، نراها من بعيد، ولا نستطيع الاقتراب منها، أو لمسها.
تخيَّل أنه بعد زمن طويل، يأتيك اتصالٌ هاتفي من أحدهم، أو تلتقي آخرَ.
المؤسف، بل والمؤلم، أن تلك السعادة، وبعد مدة قصيرة، تتحوَّل إلى حزن، وتقول: “ليته لم يكلمني، وليتني لم أقابله”. بينما أنا في أحد المقاهي الشهيرة خارج المملكة، سمعت فجأةً صوتًا يناديني، فالتفت إليه، ثم ذُهلت بأنه الأمير هذلول بن عبد العزيز، رحمه الله. ذهبت نحوه مسرعًا، فقال لي وسط تجمُّع شباب سعوديين، ولا يمكن أن أنسى استقباله الرائع لي، وكلماته التي لا تخلو من الطرافة: “كم واحد كلمك مرسول مني عشان تجي للهلال؟ نادي الوحدة نادي كبير لكنك لو جيت الهلال كان وصلت مواصيل حرام ضيعت نفسك”. كنت وقتها قد اعتزلت الكرة، فقلت لسموه: “ليس كرهًا للهلال، بل أتشرَّف باللعب له، لكنها وصية والدي بعدم الخروج من الوحدة”. فقال: “طالما وصية والدك فأنت بطل، لكنني كنت أتمناك في الهلال. على العموم أنت ابننا”. وأمر من معه بإعطائي أرقام هواتف للتواصل. بعد مدة قصيرة، سمعت عن مرض سموه، فكنت دائم الاتصال بقصره للاطمئنان عليه، حتى جاءني خبر وفاته، فتأثرت تأثرًا شديدًا، وقلت في نفسي: “ليتني لم ألتقِ به”.
في يوم ما، وأنا مع أصدقائي، ووقتها كنت لاعبًا، تلقيت اتصالًا من هاتف ثابت، فلم أرد عليه، فاتصل بي الكابتن علي كميخ، وقال لي: رد، هذا الأمير عبد الرحمن بن سعود. أجبت بالفعل، وتفاجأت حقًّا، وعرفت بعدها لماذا كان النصر قويًّا في وجوده. في البداية، أثنى عليَّ، ثم قال: “قرأت أن فلانًا وفلانًا يتهجَّمون عليك، ومع الأسف لم أشاهد أحدًا يدافع عنك، لذا سأقوم بهذا الدور، وأي أحد يضايقك كلِّمني فقط”. صُدمت، وانتابني إحساسٌ جميلٌ وغريبٌ، يا إلهي لماذا يفعل ذلك، وأنا لست لاعبًا نصراويًّا؟ هنيئًا لكم يا لاعبي النصر.
وما هي إلا مدةٌ قصيرةٌ إلا وجاءني خبر وفاته، رحمه الله رحمةً واسعةً، فتأثرت أيَّما تأثر، وقلت: “ليته لم يكلمني” لكان وقع الصدمة أقل.
على الرغم من وفاتهما منذ مدة طويلة إلا أنهما ما زالا ممَّن أدعو لهم بانتظام مع والدي، والأعزَّاء في حياتي.
تخيَّل أنه بعد زمن طويل، يأتيك اتصالٌ هاتفي من أحدهم، أو تلتقي آخرَ.
المؤسف، بل والمؤلم، أن تلك السعادة، وبعد مدة قصيرة، تتحوَّل إلى حزن، وتقول: “ليته لم يكلمني، وليتني لم أقابله”. بينما أنا في أحد المقاهي الشهيرة خارج المملكة، سمعت فجأةً صوتًا يناديني، فالتفت إليه، ثم ذُهلت بأنه الأمير هذلول بن عبد العزيز، رحمه الله. ذهبت نحوه مسرعًا، فقال لي وسط تجمُّع شباب سعوديين، ولا يمكن أن أنسى استقباله الرائع لي، وكلماته التي لا تخلو من الطرافة: “كم واحد كلمك مرسول مني عشان تجي للهلال؟ نادي الوحدة نادي كبير لكنك لو جيت الهلال كان وصلت مواصيل حرام ضيعت نفسك”. كنت وقتها قد اعتزلت الكرة، فقلت لسموه: “ليس كرهًا للهلال، بل أتشرَّف باللعب له، لكنها وصية والدي بعدم الخروج من الوحدة”. فقال: “طالما وصية والدك فأنت بطل، لكنني كنت أتمناك في الهلال. على العموم أنت ابننا”. وأمر من معه بإعطائي أرقام هواتف للتواصل. بعد مدة قصيرة، سمعت عن مرض سموه، فكنت دائم الاتصال بقصره للاطمئنان عليه، حتى جاءني خبر وفاته، فتأثرت تأثرًا شديدًا، وقلت في نفسي: “ليتني لم ألتقِ به”.
في يوم ما، وأنا مع أصدقائي، ووقتها كنت لاعبًا، تلقيت اتصالًا من هاتف ثابت، فلم أرد عليه، فاتصل بي الكابتن علي كميخ، وقال لي: رد، هذا الأمير عبد الرحمن بن سعود. أجبت بالفعل، وتفاجأت حقًّا، وعرفت بعدها لماذا كان النصر قويًّا في وجوده. في البداية، أثنى عليَّ، ثم قال: “قرأت أن فلانًا وفلانًا يتهجَّمون عليك، ومع الأسف لم أشاهد أحدًا يدافع عنك، لذا سأقوم بهذا الدور، وأي أحد يضايقك كلِّمني فقط”. صُدمت، وانتابني إحساسٌ جميلٌ وغريبٌ، يا إلهي لماذا يفعل ذلك، وأنا لست لاعبًا نصراويًّا؟ هنيئًا لكم يا لاعبي النصر.
وما هي إلا مدةٌ قصيرةٌ إلا وجاءني خبر وفاته، رحمه الله رحمةً واسعةً، فتأثرت أيَّما تأثر، وقلت: “ليته لم يكلمني” لكان وقع الصدمة أقل.
على الرغم من وفاتهما منذ مدة طويلة إلا أنهما ما زالا ممَّن أدعو لهم بانتظام مع والدي، والأعزَّاء في حياتي.