|


سليم بن صالح
ليلة نيمار
2023-09-16
تابعت باهتمام وانبهار، الظهور الأول للساحر البرازيلي نيمار بالقميص الأزرق، ومساهمته الفعالة في النتيجة الكبيرة التي هزت شباك الرياض، وتابعت أكثر الحالات الفرائحية التي عاشها الهلاليون، لدرجة أن كثر منهم رشحوا فريقهم لانتزاع لقب الدوري بسهولة، رغم أن المنافسة لم تبرح بعد سوى جولتها السادسة، لكن هذا كله لا يهم وأنا أستذكر الأهم.
تذكرت فيما يتذكر العاقل القائم، تلك البكائيات والمطالبات والمناشدات بلاعبين من فئة A حتى أصبح هذا اللاعب مصطلحًا شائعًا في الوسط الرياضي السعودي، ليكتب التاريخ براءة اختراع هلالية في هذا التصنيف العجيب.
فاز الهلال وهذا أمر معتاد، وبدّع نيمار وهذا كذلك أمر معتاد، لكنني أتساءل هل ما قاله الهلاليون أيضًا معتاد وهم يرشحون فريقهم من الآن بمجرد الفوز على فريق يتخلف عنهم بفارق شاسع في الإمكانات والتحديات وكل شيء يختص بتركيبة كرة القدم، وهل تركيزي على حكاية مطالباتهم السابقة هو كذلك أمر معتاد؟.
لقد قدمت مباراة نيمار الأولى صورة نمطية للمشهد الكروي بشكل عام، فقالت إن العاطفة بعموميتها تتحكم بتفاصيل كثيرة.. تتحكم بقراءة المباراة، وتتحكم بقراءة المستقبل، وتتحكم أيضًا باجترار الماضي كما فعلت أنا..
إنها حفلة عاطفية بامتياز، والحقيقة التي يجب الإيمان بها وبشكل مطلق أن كرة القدم لعبة العواطف والمواقف المؤقتة فليس هناك أي مباراة يمكن القياس عليها.. ربما لو خسر الهلال أي مباراة مستقبلًا فستكون مدائح ما حدث بعد مواجهة الرياض هشيمًا تذروها الرياح.. وربما تعود نفس تلك الحالة الغاضبة تدور في فلك اللاعب A.