|


د. عبد الرزاق أبوداود
هجرة وإثارة!!
2023-09-25
على الرغم من الإثارة والمتعة، والفوائد الأخرى المحتملة التي تتيحها هجرة اللاعبين الأجانب ذوي الأداء المميَّز، والمهارات العالية إلى دوري روشن السعودي، إلا أن “مستويات” منتخبنا لكرة القدم “تتراجع تلقائيًّا” جراء “سيطرة” هؤلاء، الذين يصل عددهم إلى ثمانية لاعبين محترفين في كل فريق.
لقد تراجعت بوضوح، لا تخطئه أعين المتابعين مستويات الأخضر، وتضاءلت فرص مشاركة اللاعبين السعوديين في المسابقات الكروية المختلفة، خاصةً في مراكز الحراسة والوسط والهجوم، وبنسب أقل في المراكز الدفاعية الأخرى. وتبدو تشكيلات فرق دوري روشن ويلو ذاخرةً بهجرة نحو 144 لاعبًا أجنبيًّا من مجمل 188 لاعبًا يشاركون في فعاليات “روشن”، وهي نسبةٌ عالية. ويرى “بعضهم” أن مشاركة المحترفين الأجانب، أسهمت تدريجيًّا في تطوير مستويات بعض اللاعبين الوطنيين، ورفعت مهاراتهم، لكن فرص تطوير هذا الأداء يقلُّ تدريجيًّا جراء شغل اللاعبين الأجانب أعدادًا كبيرةً من المراكز في فرق دوري روشن “لصعوبة” محاولتهم تأكيد وجودهم، وإبراز عطائهم، حيث إنَّ معظم اللاعبين الوطنيين يقبعون على دكة البدلاء، لأن الفرق، والمدربين الأجانب، يسعون إلى حصد النقاط، وتحقيق البطولات، وإرضاء الجماهير، وتقديم مستويات عالية، ترفع قيمهم السوقية والميدانية.
ويرى آخرون أن التركيز على “استحواذ” اللاعبين الأجانب فرصَ مشاركة اللاعبين الوطنيين، هو “محض” توقعات “ضيقة الأفق”، لكن نظرة ثاقبة في أداء المنتخبات الوطنية، ومستوياتها، ونتائجها، ستقدم “أدلةً”، توضح مسبِّبات “تراجع” أداء اللاعبين الوطنيين نسبيًّا! إن وجود مدرب أجنبي متمكِّن لقيادة منتخبنا الوطني، لن يؤدي غالبًا إلى تكوين منتخب سعودي قادر على مواجهة المنتخبات القوية، بل سيجد صعوبةً في الظهور بشكل مميز جراء تقلص فرص تهيئة وتطوير لاعبينا المحليين، وتضاؤل فرص المشاركات الميدانية أمامهم لتحقيق التفوُّق والإبداع على الرغم مما تقدمه كرتُنا ونجومُها السعوديون من عطاء، ونتائج ومستويات مقبولة، تمكِّنها من “احتلال” مراكز تنافسية جيدة، ومقارعة “الصعوبات والتكهنات” المحبطة التي يطلقها بعض المراقبين هنا وهناك!
الأهلي يعاني من “ميندي..!!” وفرمينو..!! فإلى أين يمضي؟! لا بدَّ من قرار عاجل بالتغيير والتصحيح.