|


تركي السهلي
اختلال هلالي
2023-09-25
المعارك الزرقاء لا تختبئ مهما حاول الأزرق إخفاءها. اليوم، تعود معركة جديدة ظاهرها هذه المرّة المُدرب البرتغالي خيسوس وباطنها الصراع القديم بين أقطاب الابتسامات الباردة والمُجاملات الكاذبة.
الهلالي سوّق عبر الزمن أنّه الذي لا يختلف مع الهلالي، وأنّه الذي يقف دائمًا خلف هلاله مهما كبرت الأزمات، لكنّ الزمن مليء بالقصص المتضادة بين أطراف البيت الواحد.
والتاريخ للساكن في العريجاء غرب الرياض يحفظ كل الأحداث ولا يُميتها، والذاكرة الجيّدة لا تنسى حملات الاستخدام للرموز لضرب إدارات ورؤساء بعينهم، وقصص إسقاط مدربين، وشخصيات إدارية عبر الإعلام، وتهييج الجماهير لا تزال في الذهن ولم تغب. لقد حاول الهلالي إبعاد عيوبه عن الأنظار، لكن ذلك أمر لا يستقيم، فالنادي العريق مثله مثل الأندية الأخرى ولا يتمايز عنها بشيء، وليس لديه ثقافته الخاصة مهما دأب البعض من داخله تمرير عكس ذلك. والمشكلة الكُبرى في الأزرق هي تضخيمه لناديه، وزرع المشاكل في الأندية الأخرى، وخصوصًا جاره اللدود النصر الذي ما أن يتعافى حتى يدبّ الخلاف في الجسد الهلالي، وهي معادلة قديمة قدم الصراع الثنائي. والهلاليون لديهم حركة الإبعاد لكل من يطرح رأيًا منهم حول أوضاعهم معاكسًا للتيّار، وقد تصل المسألة لديهم إلى “الطرد” من المكوّن الأساس، مثلما حدث مع ياسر القحطاني وغيرهم، وهو الأمر الذي كان يتحاشاه الأغلب ممن وفدوا إلى البيت الأزرق، لكن القحطاني كان أشجعهم وأكثرهم مقدرة على التأثير.
والهلالي تركيبة مختلّة في الأساس بين كونه مشجعًا ووصيًّا وهو لا يدري إلى أين يقف، ومع تراجع حالته في أي لحظة زمنية يسقط سريعًا في عقدة الانتماء الأصيل، وفرض التقسيمات الواهية غير المتركزة على معطى حقيقي.
والجماعات الزرقاء تتوزّع أساسًا بين أكثر من بيت، ولكل بيت ثقافته وأدواته التي يرى أنّها أكثر عمقًا وأقوى في الانقضاض من البيت الآخر، وهي في معظمها تُدير صراعات خفيّة تشتعل وتخفت طبقًا للحالة الداخلية الصغيرة في إدارة النادي. إن الكيان الهلالي أكبر من أن يستأثر به أحد، لكنّهم الهلاليون..
لا يعتلي منزلهم إلاّ من يخافون.