شاركنا، وحضرنا، وشاهدنا طوال مسيرتنا الرياضية الممتدة أعوامًا طويلة عددًا كبيرًا من مباريات كأس الملك، ودوري كرة القدم السعودي، والمنافسات السعودية الأخرى بمختلف أشكالها، وطرق تنظيمها، ونتائجها المسجَّلة، وأفراحها وأتراحها، وعلى الرغم من الحماس والحيوية والمهارات المشارِكة، والإبداع والتطور الذي شهدته المسابقات السعودية لكرة القدم على مر العقود، إلا أننا نكاد “نجزم” بأن دوري روشن السعودي، الذي تدور رحاه هذا الموسم، ومرَّت منه ثمانية جولات، الأقوى والأمتع والأكثر إبهارًا.
الدوري هذا الموسم يحظى بمشاركة لاعبين مميزين من مختلف دول العالم، وعلى مستويات عالية من الجودة والمهارة والفن والإبداع، كما أنه الأعلى أداءً، والأكثر كلفةً في التاريخ الرياضي السعودي والدوريات العربية والآسيوية والإفريقية. وتشارك في فعاليات هذا الدوري كوكبةٌ من اللاعبين من مختلف بلدان العالم حتى وصل للجولة الثامنة إلى الآن، وهي جولاتٌ، وصولاتٌ، تميَّزت بارتفاع مستويات اللاعبين والفرق السعودية المشارِكة في هذه المسابقة الممتعة. وقد فاقت هذه المسابقة ما سبقها من دوريات سعودية مختلفة التنظيم والأدوات والتنفيذ والمتعة والإبهار، ولعلنا لا نبالغ إذا ما أشرنا إلى أن هذه النسخة المبتكرة والرفيعة من دوري روشن السعودي للمحترفين، تعدُّ الأعلى مكانةً، والأكثر إتقانًا من حيث التنظيم والأدوات المتاحة، والأعلى حضورًا جماهيريًّا، والأكثر إبهارًا ومتابعةً في الميادين، وعبر النقل التلفازي، والتحليل الفني والتحكيمي الراقي، والأعلى قيمةً سوقيةً، والأكثر مشاركةً وتنوُّعًا من حيث اللاعبين، والتحكيم، والتنفيذ، والخلفيات والفعاليات المشارِكة. وهذا ينطبق أيضًا على المدربين، وطواقم التحكيم، والنقل التلفازي واسع النطاق الذي يصل إلى كثير من البلدان وقارات العالم، ومحبي وجماهير كرة القدم. تنافست الفرق السعودية المختلفة، وفاز مَن فاز، وخسرت أخرى، وتأرجحت مستويات الدوريات السابقة، لكن الحضور الجماهيري الكبير الذي يشهده “روشن” يبقى مؤشرًا قويًّا على أفضلية الدوري، وتطوره، ومستويات مبارياته العالي، وهذا ما يظهر في معطيات عدة، مع وجود أخطاء تحكيمية، وهي “ظاهرة ضارة”، تشهدها مسابقات الدوري في كل أرجاء المعمورة.