|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2023-10-12
مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، وكالعادة لم أختر شيئًا يثير القلق، يكفي ما نشاهده على القنوات الإخبارية من حروب مستمرة، وكأن الحروب من طبيعة الحياة بينما السلام هو الاستثناء!، آخر الدراسات تقول إن العقل يتعلم بقصد أو من دون قصد منه، وقسّم العلماء طرق تعلم العقل إلى قسمين، الأول: التعلم الصريح.
وهو ما نتعلمه في المدارس والمعاهد والتجارب، والثاني: التعلم الكامن، ويصح أن يطلق عليه التعلم غير الواعي، وهي عملية لا إرادية يميز بها الإنسان الأشياء دون وعي منه، الدراسة تعتبر من الدراسات القليلة الدالة على وجود التعلم الكامن، ومع كامل احترامي للعلماء أصحاب الدراسة إلا أنني أخالفهم جملة وتفصيلًا، بدليل أن عقلي لم يتعلم شيئًا لا بالتعلم الصريح ولا الكامن!.
ما زالت حكاية الإنجليزي مارك بول والمعروف باسم (الرجل الذي تخلى عن المال) تنتشر انتشارًا كبيرًا في وسائل الإعلام. مارك تخرج من الجامعة ووجد وظيفة بسرعة كما كان يأمل، عاش حياته مثل بقية سكان مدينة بريستول، لكنه وفي العام 2007 دار بينه وبين أحد الأصدقاء نقاش عن مشاكل العالم فوجد أن المال هو السبب الرئيسي لمعظم المشاكل، وعلى هذا الأساس قرر التخلي عن المال! ولكي يستطيع تنفيذ قراره وجد أنه مضطر للابتعاد عن المدينة حيث كل شيء بمقابل مادي. قرر التوجه إلى إحدى الغابات والعيش في كرفان تبرع به شخص ما لأنه أراد التخلص منه. ومنذ العام 2007 ومارك يعيش حياته الخالية من المال مستعينًا بأسلوب الحياة البسيطة كما يقول، حيث يكون الطعام وكل مستلزمات الحياة مما تتفضل به الطبيعة. يقول مارك عن تجربته بعد مرور أكثر من 15 عامًا (كانت الأشهر الأولى صعبة، لكن الأمر أصبح سهلًا بعد عدة أشهر وبعد أن قمت باستبدال عاداتي مثل فنجان القهوة الصباحي بأشياء يمكن الحصول عليها من الطبيعة). مارك يعيش بلا كهرباء ومياه جارية وراديو وإنترنت، ويبدو أن شهرة مارك المتأخرة جاءت نتيجة طرحه لكتاب يحكي فيه عن تجربته (الرجل الذي تخلى عن المال) ولا ندري إن كان قد تخلى أيضًا عن المال الذي دفعته له دار النشر أم أنه احتفظ به ليساعده على العودة إلى المدينة إذا ما قرر التوقف عن العيش في الطبيعة.