|


عمار بوقس
مانشيني ما ينفعنا
2023-10-15
عندما يأتي شخص ويصرخ في وجهك ساردًا السيرة الذاتية للمدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، مستعرضًا مسيرته الحافلة كلاعب، ومنجزاته هنا وهناك كمدرب، فيجب أن ترد عليه قائلًا أعرف تمامًا من هو مانشيني، وعندما يأتي شخص آخر يتهمك بأنك ضد مشروع نهضة الرياضة السعودية وتطويرها لمجرد أنك انتقدت مانشيني في خياراته واختياراته، فيجب أن تضبط أعصابك وترد عليه بكل هدوء المشروع السعودي أكبر من أن ينحصر على مدرب حتى لو كان مانشيني.
وعندما يأتي ثالث ويتحدث عن التأخر في التعاقد مع مانشيني، وأنه بحاجة إلى الوقت للتعرف على اللاعبين والوصول لمرحلة الانسجام والتجانس التام واكتشاف التكتيك المناسب للمنتخب، عندها لن ألومك إذا صرخت في وجهه وقلت أعرف تمامًا كل هذا لكن باسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه لن يبلغه أبدًا.
ولأنك تتحدث مع عينة يصعب عليها الفهم فلا بد أن تتحدث بلغة أكثر بساطة، فنحن لا نتحدث عن ضم هذا واستبعاد ذاك، كما أننا لا نتحدث عن أولوية هذا بالمشاركة كأساسي وبقاء ذاك على الدكة الاحتياطية، ولا نتحدث أيضًا عن إمكانات مدرب أو خبراته، لكننا نتحدث بكل اختصار عن فلسفة مدرسة لا تتناسب مع أدوات نملكها لذلك لن ننجح في الوصول إلى ما نريده لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
ولكي نكون أكثر وضوحًا فنحن نتحدث عن مدرب ينتمي إلى المدرسة الإيطالية، وإن كان يرى نفسه أحد المجددين فيها، وهي قائمة على فلسفة التحصينات الدفاعية المحكمة التي تحتاج إلى أدوات دفاعية من النادر أن تصدر منها أخطاء فردية، كما أن هذه الفلسفة قائمة على التحولات الهجومية السريعة التي تحتاج إلى مهاجمين يسجلون من أنصاف الفرص، ونحن لا نملك هذا ولا ذاك، لذلك كنت أتمنى ألا يفاجئنا صانع القرار بالتعاقد مع مانشيني كما فعل دون إرهاصات ليضعنا أمام الأمر الواقع، وحتى لو نجح مانشيني في الفوز على عمان وقرغيزستان وتايلاند وحققنا كأس آسيا وتأهلنا إلى نهائيات كأس العالم 2026 وحطمنا إنجاز منتخب 94 سنظل نردد بصوت عالٍ مانشيني ما ينفعنا.