|


تركي السهلي
أخضر سادة
2023-10-17
ليس بالضرورة أن كُلَّ ما يقدمه المنتخب السعودي الأوَّل لكرة القدم لا بد أن يحوز إعجابنا، كما أنَّه ليس سليمًا على الإطلاق أن نؤطّر الفريق الوطني بإطار يوافق هوانا الشخصي، ولا يخرج منه مهما كانت الحالة عامَّة لا خاصَّة.
مع الأيَّام الماضية، والأولى للمدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، عاد الخطاب القديم محاولًا ترسيخ الانتقائية في اختيار العناصر، والتدخُّل لفرض أحد دون آخر على اللعب. والحق، أنَّ هذا الموضوع مُمِلٌّ حدَّ السأم الشديد، كون التغيير يحدث بينما العقول الجامدة لا تتناول الأفكار الجديدة.
فيما مضى كان المنهج التدريبي يُركّز على طرق الاستحواذ واللعب في كامل المساحة، وهو الأمر الذي ربما كان إجباريًّا بسبب سيطرة لاعبي فريق الهلال على التشكيلة الخضراء، واعتيادهم على التبادل البيني للكرة. ومنذ مونديال روسيا 2018 مع الأرجنتيني بيتزي، وما قبله في مراحل التصفيات مع الهولندي مارفيك، ثم لاحقًا مع الفرنسي رينارد في قطر 2022، سيطر أداء مجموعة النادي على ممارسة فريق المنتخب.
واليوم، ومع وجود رجل قدير لاعبًا ومدربًا، فإننا شهدنا، في التجربة الأخيرة قبل أيَّام ضد منتخب نيجيريا، تركيبة عناصر متعدّدة، وصلت إلى نحو 50 في المئة من اللاعبين ينتمون لأندية غير الأزرق، ولديهم تجارب أعمق في اللعب المُكثَّف والمساحات الضيّقة.
والمسألة كُلّها لا تقف عند الألوان الداخلة في التشكيل بقدر ما هي محاولة لفهم طريقة السيّد الإيطالي، والقضاء على طغيان النمط الواحد في المستطيل الأخضر. ومع ظهور أسماء صغيرة في العمر، مثل فيصل الغامدي ومحمد مرّان، وإدراجهم ضمن المجموعة، فإنّنا أمام مدرب يُخطط لتقليل الاعتماد على الأسماء التي تقترب من منتصف الثلاثين وسنواتها الكُروية شارفت على الانتهاء.
إنَّ الكلام المُجرَّد في النقد الفنّي للمنتخب الوطني سيتوقف عند الترديد القديم كون المساحة للأفكار الجديدة التي لن تقبل بوجود ناقد، يبني نقده على الظنون والتفسير الخاطئ للمواقف، وتحنيط الرأي، وعدم الخروج منه مهما تغيَّرت المعطيات، والبقاء في خانة سحب الجماهير إلى ساحة البناء الهزيل للفكرة القائمة على الشكوك والتأليب ووهم التأثير. إنّنا أمام منتخب بطل جديد.. أخضر سادة.