|


أحمد الحامد⁩
حمزة نمرة.. وأفلام
2023-10-22
يفاجئني حمزة نمرة في كل مرة. فنانٌ يرفض أن يقف في طابور التكرار الطويل. يدهشك بفكرة أغنيته، بكلماتها التي تمسُّ الجميع، وكأنه جاء ليقدم لنا مفهومًا جديدًا عن دور الأغنية في حياتنا، وكيف أنها أوسع بكثير من القالب المتعارف عليه.
آخر ما استمعت إليه (رياح الحياة)، الأغنيةُ من خطوط حمزة التي يخطّها في مساره الاستثنائي والمتفرّد عن البقية. الانطباع الذي أشكّله عن حمزة نمرة، أنه يريد أن يتحدث معنا في كل شؤوننا، وأن يعبِّر عنها بأغنياته، وأنه يفعل ذلك لأن الأغنية لا تقلُّ مكانةً عن الرواية التي تصف، وتعبِّر عن تفاصيل حياتنا اليومية، لأن الغناء تعبيرٌ إنساني غير محصور بالإطار الذي حوصرت به.
أتمنَّى أن يفعل المغنّون الجدد ما فعله حمزة نمرة عندما ابتعد بأغنياته عن التكرار، ويحلِّقوا بطريقتهم في فضاء الفن الواسع، وهذا دورهم لتكون صفة الفنان على مقاسهم.
تهبي يا رياح الحياة
دايمًا بما لا تشتيه
واللي السنين مقدماه
غير اللي قلت نفسي فيه
يلاقي قلبي فين دواه
واللي أذاه أقرب ما ليه
ده جرح بيعلّم
وصعب تسكن الآلام
وأخرج من اللي فات سليم
وصعب لما أروح أنام
ما أفضلش أراجع القديم
طلع مكلِّف العلام
وخدت درس في الصميم
ولسه بتعلّم.
ـ من ذكاء عادل إمام ومحمود عبد العزيز أنهما قدما أشكالًا متعددة من الأفلام، قدما الأفلام الغارقة في الكوميديا ومن ناحية ثانية الأفلام البعيدة عن الضحك والتي تناقش بجدية حياة المواطن المصري، لا يمكن ألا تتذكر فيلم “إحنا بتوع الأوتوبيس” لعادل إمام البعيد جدًا عن الكوميديا، ولا يمكن أن نسترجع محمود عبد العزيز دون أن نتوقف عند فيلم “البريء” الذي شارك في بطولته مع أحمد زكي. مشكلة نجوم الكوميديا اليوم أنهم يراهنون على حظهم في الكوميديا فقط، وبذلك يخسرون فرصة نجاح آخر بعيدًا عن الكوميديا . ربما يحتاجون اليوم أن يريحوا حظهم في الكوميديا قليلًا، لأنه بدا في السنوات الأخيرة متعبًا، أستثني من هذا التعب فيلم “محمد حسين” لمحمد سعد الذي استعاد فيه شيئًا من براعته.
* فرناندو بيسوا: الفن هو الإحساس.. وقد ضاعفه الوعي.