|


أحمد الحامد⁩
كريستيانو.. الأسطورة الحقيقية
2023-10-25
ما يفعله كريستيانو رونالدو أشبه بالحكاية الأسطورية الملهمة، لكن الفارق بين ما يفعله وبين الحكاية الأسطورية أن ما يفعله حقيقة، بينما الحكاية الأسطورية ليست حقيقة. كيف لكريستيانو وهو في الثامنة والثلاثين أن يفعل ما يفعله وكأنه ابن الثامنة والعشرين؟ والواضح من عطائه الكبير أن سنوات قادمة ستكتب في مشواره الرياضي. في هذه الحسبة يكون كريستيانو أضاف لعمره في الملاعب عشر سنوات لا تقل تألقًا ولمعانًا، إذا ما افترضنا أنه سيستمر أربع أو خمس سنوات قادمة.
أسطورته الحقيقية وصل تأثيرها لتغيير مفهوم عمر اللاعب الافتراضي المتعارف عليه، فلا عمر افتراضي للعب كرة القدم أو غيرها من الرياضات، شرط أن يكون نظام حياتك الغذائي والتدريبي والعقلي نظام كريستيانو.
في مباراة النصر والدحيل سجَّل بقدمه اليسرى من بعيد في مقص المرمى، سدد الكرة وهو يسيطر على اتجاهها وارتفاعها وكأنه يصوب من بندقية صيد (ما شاء الله). هدفه هذا جاء من قدمه اليسرى مع أنه يسدد باليمنى، والمعنى هنا أن قدمه اليسرى لا تقل قوة ولا تحكمًا من قدمه اليمنى، وهذا بلا شك جاء من تدريبات للقدم اليسرى استمرت سنوات دون توقف. أما هدفه الثاني فكان كل شيء فيه (بالملي) منذ انطلاقته ووصوله إلى نقطة نزول الكرة وإلى غاية تسديدها وهي تنزل من ارتفاع كبير، وفي الهدفين تتضح لنا مدى درجة التركيز الذهني غير العادية التي يمتلكها. كريستيانو تحديدًا المكسب الأكبر، وهو بصورة عامة لا يخص نادي النصر فقط بل الكرة السعودية، لأنه صنع حالة مرتفعة من الإيجابية لزملائه في الفريق، وللتنافسية التي صنعها للمحترفين في بقية الفرق، وللمشجعين في النصر وبقية أنحاء العالم. شيء آخر من نظام كريستيانو هو الجدية في كل شيء، أسلوب الحياة الملتزم خارج الملعب، الجدية في التدريبات المكثفة دون انقطاع، القتال الدائم داخل الملعب دون النظر للنتيجة. يروي أحد مدافعي مانشستر يونايتد عن جدية كريستيانو واستغلاله أي فرصة للتدرب: بعد تناولنا الغداء في منزل رونالدو وكانت بطوننا ممتلئة، قال كريستيانو: ما رأيكم لو تدربنا الآن في حديقة المنزل!
ـ كريستيانو رونالدو: أرى كرة القدم كالفن، وأرى اللاعبين كالفنانين. إن كنت فنانًا محترفًا، فآخر ما تريده هو أن ترسم لوحة فنية سبق لشخص آخر أن رسمها.