|


محمد المسحل
تكنولوجيا صناعة الأبطال ـ 3
2023-11-10
التمرين أو التدريب الرياضي: من الأفضل أن تبدأ بتدريب طفلك على الرياضة منذ صغره، حتى لو من عمر سنتين إلى خمس سنوات.
وقد يبدو هذا العمر بالنسبة لكثير منّا عمرًا مبكّرًا جدًّا، إلا أن إحدى الإحصاءات تشير إلى أن رياضيي النُخبة والرياضيين الأولمبيين يحتاجون إلى التدريب لمدة تتراوح بين ثمانٍ إلى تسع سنوات، قبل أن يتقنوا رياضتهم (التي اختاروها لأنفسهم) بشكل كامل، ويحتاجون قبلها فترة تدريب قد تصل لعشر سنوات تقريبًا، ليكتشفوا الرياضة التي تتناسب مع قدراتهم وميولهم. وبالتالي كلما بدؤوا بالانخراط بالنشاط الرياضي مبكرًا كلما اكتشفوا رياضتهم مبكرًا، وكان ذلك أفضل لمستقبلهم الرياضي.
فالطفل الذي يبدأ ممارسة الرياضة منذ الثانية من عمره مثلًا، قد يكتشف الرياضة التي تناسبه بشكل كامل في سن الثانية عشرة كحد أقصى! وهنا يبدأ مرحلة الصقل والاحتراف الفني في اللعبة التي اختارها، ومن ثم يمكنه الوصول لمستوى رياضيي النخبة في سن العشرين من عمره.
ولكي يصلوا للمستوى الذي يؤهلهم ليكونوا الأفضل، يخصص الرياضيون الأولمبيون آلاف الساعات لرياضتهم منذ بدئهم التدريب وحتى نهاية مسيرتهم التنافسية. حيث في مرحلة الطفولة، يقضي الرياضيون 250 ساعة في السنة (خمس ساعات في الأسبوع). وفي سن المراهقة، يقضي الرياضيون الشباب ما يقرب من 600 ساعة مخصصة لرياضتهم (12 ساعة في الأسبوع). وكلما كبروا في سن المراهقة، وانخرطوا أكثر في المنافسات كرَّسوا أنفسهم بالكامل لرياضتهم، حيث قد يقضون 1100 ساعة في التدريب سنويًّا (21 في الأسبوع= 3 ساعات يوميًّا). وفي هذه المرحلة، التدريب ليس إلزاميًّا فحسب، بل إن المنافسة الودية مع أقرانه الرياضيين في بلده أمر لا بد منه، ليخرج من هذه المنافسات رياضيو نخبة يمكنهم الوصول لمرحلة المنافسات على مستوى العالم. حيث إن إحدى الإحصاءات المنشورة في هذه الشأن في إحدى الصحف الأمريكية المتخصصة توضح أن عددًا قليلًا جدًّا من الأشخاص المتنافسين محليًّا في رياضة معينة أصبحوا بالفعل رياضيين أولمبيين. وعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة، واحد فقط من بين 30 ألف لاعب في كرة السلة ومثلها في التنس يصل إلى الألعاب الأولمبية.