|


طلال الحمود
رسالة مانشيني
2023-11-11
أثار المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني الجدل في الشارع الرياضي على خلفية إجراء تغييرات واسعة طالت تشكيلة المنتخب السعودي المرشحة لخوض تصفيات كأس العالم 2026 ضد الأردن وطاجيكستان وباكستان.
وتسبَّب الاستغناء عن خدمات القائد سلمان الفرج وسلطان الغنام ومحمد كنو وفراس البريكان، في محاصرة المدرب بتساؤلات عن مبررات عدم استدعاء مجموعة من اللاعبين المؤثرين مقابل منح الفرصة لشبان لم يحصل بعضهم على مكان في قائمة فريقه الأساسية.
ويبدو أن لقرار مانشيني أسبابًا من أهمها أداء اللاعبين خلال المباريات الودية والنتائج المحبطة لمدرب كان يطمح في بداية مشواره إلى تحسين ترتيب المنتخب السعودي في التصنيف العالمي على الأقل، خاصة أن تعامل عناصر فريقه في المواجهات الأربع لم يكن مقنعًا للمتابعين الذين انتظروا عروضًا توازي الظهور اللافت للفريق الأخضر في نهائيات كأس العالم الأخيرة، ما يرجح أن قرار مانشيني بإبعاد بعض اللاعبين المهمين كان يحمل رسالة مفادها أن البقاء للأصلح والأكثر عطاءً في الملعب.
وفي المقابل، لا يمكن إهمال انتقادات يرى أصحابها أن توقيت هذه الغربلة جاء قبل انطلاق التصفيات المزدوجة لكأس آسيا ومونديال أمريكا الشمالية وبداية مهمة رسمية تتطلب الاستعانة بأهم اللاعبين المتاحين أمام المدرب مانشيني، بعيدًا عن حسابات اللعب ضد منتخبات أقل قدرة وتصنيفًا والدخول إلى المباريات بعناصر بديلة مع تحييد احتمال المفاجأة خلال المباريات، وربما يكون أصحاب هذا الرأي على حق بعدما تعثر المنتخب السعودي غير مرة بسبب حسابات مدربيه الخاطئة قبل مواجهات سهلة فشل الفريق في تجاوزها. ومهما يكن، إلا أن مهمة المدرب تبقى بعيدة عن إرضاء منتقديه والسعي وراء استمالة وسائل الإعلام أو المشجعين بالإبقاء على نجوم لا يظهرون تعاونًا مع المدرب أو لا يستطيعون القيام بالمهام المطلوبة أثناء المباريات، لاعتبار أن الإيطالي مانشيني في نهاية الأمر المكلف بتحقيق النتائج واتخاذ القرارات التي يرى أنها ستساعده على النجاح وبدون تدخل من أحد في طريقة عمله أو اختياراته، في انتظار المحصلة النهائية ومدى نجاحه في بلوغ الهدف، قبل الحكم عليه والتأكد من جدوى استمراره في منصبه.