|


عمار بوقس
شيل عباس وحط دباس
2023-11-12
طار الهلال بالصدارة، وطار النصر خلفه، وطار معهما هدفا كنو وكريستيانو رونالدو، مع سوء الإخراج لدى الناقل الرسمي للدوري، وكأننا في عصر الثمانينيات عندما يضيع الهدف بين القناة الأولى والثانية مع صورة المذيع الذي يعلن انتقال المباراة بسبب نشرة أخبار التاسعة.
لم تكن هذه هي الأشياء الوحيدة التي طارت مؤخرًا، فقد شهدنا طيران 7 مدربين في روشن خلال 13 جولة، وهذا أمر ليس بمستغرب على دوري عودنا دائمًا أن يضرب الأرقام القياسية في إقالة المدربين، ولا عجب في ذلك، فنحن ما زلنا ندير الأندية بعقليات بعيدة كل البعد عن الاحتراف، وتلجأ دائمًا إلى الحل الأسهل، وهو التضحية بكبش الفداء الدائم، وتعليق المشاكل والإخفاقات على الحلقة الأضعف، والشماعة الهشة، وهي مدرب الفريق، الذي تم التعاقد معه غالبًا بلا دراسة أو تخطيط، لأننا نفتقد إلى الاستراتيجيات طويلة المدى ولا حتى قصيرة المدى، فهناك مدربون لفرق القمة، وهناك مدربون للبناء، وهناك مدربون للإحلال، وهناك مدربون للفرق الراغبة في تجنب الهبوط، ولكن كيف لنا أن ننتظر من إدارات عاجزة عن تحديد أهدافها اتخاذ القرار المناسب؟
من بين المقالين السبعة، لم أقتنع سوى بإقالة اثنين، هما مدرب أبها ومدرب الاتحاد، أما البقية فهم يفتقرون إلى الأدوات الفنية من اللاعبين المحليين والأجانب، وبالتالي لن يأتي ذلك المدرب الذي يملك عصا موسى ليحول فريقهم إلى فريق الأحلام. لا أعتقد أننا سنكتفي بهذا العدد من المدربين الضحايا، فما زالت موجة الإقالات تلوح في الأفق، وأرى المزيد من الحملات غير المبررة على عدد من المدربين، أبرزهم مدرب الأهلي، الذي يرتكب الأخطاء، لكنه في كل مباراة يرى لاعبيه يهدرون الكرات أمام المرمى، كما أنه يحتل المركز الثالث بعد 13 جولة بفريق ينقصه الكثير من العناصر الأساسية قبل دكة البدلاء.
أخشى ما أخشاه أن يكون مانشيني الضحية القادمة بعد قائمته الأخيرة المثيرة للعجب، عندها سنؤكد لأنفسنا قبل الآخرين أن اختيار المدربين لدينا قائم على سياسة شيل عباس وحط دباس.