|


أحمد الحامد⁩
أشياء لا تُعرض للبيع!
2023-11-22
التطور يغيّر، والتغيير دائمًا يكون على حساب ما سبقه، جاء الهاتف الجوال على حساب الهاتف الثابت، والإيميل الإلكتروني على حساب رسائل البريد الورقية، وكاميرا الهاتف الجوال على حساب كاميرات التصوير التقليدية، والاتصال المرئي عبر الإنترنت على حساب البث الفضائي، وشاشة الجوال على حساب الورق، ويقال إن شاشات التلفزيون التي نعرفها سيحل لها بديلًا في المستقبل القريب.
كل جديد على حساب شيء سبقه، ولكن على حساب ماذا جاءت الخدمات الإلكترونية مثل إنجاز المعاملات والتسوق؟ في رسالة واتساب وصلتني هناك إجابة لها بعد غير الإجابة التقليدية التي تقول إن التسوق الإلكتروني جاء على حساب المحلات والبقالات. الرسالة التي وصلتني عبارة عن حكاية لا أعرف كاتبها، وقد لا تكون حقيقية، لكن فيها ما يستحق التوقف والتأمل. (قضيت ساعة في البنك مع والدي، حيث كان عليه تحويل بعض المال. لم أستطع مقاومة نفسي وسألت: أبي، لماذا لا تقوم بتفعيل الخدمات المصرفية الخاصة بك عبر الإنترنت؟. فأجابني بسؤال: لماذا يفترض بي أن أفعل ذلك؟ أجبته: حسنًا، لن تضطر لقضاء ساعة هنا لأشياء مثل تحويل المال. يمكنك حتى القيام بالتسوق عبر الإنترنت. كل شيء سيكون سهلًا للغاية!. لقد كنت متحمسًا لدخوله إلى عالم الخدمات المصرفية عبر الإنترنت. سأل: إذا فعلت ذلك فلن أخرج من المنزل؟ أجبته: نعم. أخبرته كيف يمكن توصيل البقالة عند الباب الآن، وكيف تقوم أمازون بتوصيل كل شيء. قال: منذ أن دخلت البنك هذا اليوم، التقيت بأربعة من أصدقائي، وتحدثت مع الموظفين الذين يعرفونني جيدًا الآن. أنت تعلم أنني وحدي، هذه هي الرفقة التي أحتاجها، أحب أن أستعد وأذهب إلى البنك، لدي ما يكفي من الوقت، إنها اللمسة الواقعية التي أتوق إليها. مرضت منذ عامين، جاء صاحب المتجر الذي أشتري منه الفاكهة لرؤيتي، جلس بجانب سريري وبكى. عندما سقطت والدتك قبل أيام قليلة بينما كانت تسير في مشوارها الصباحي، رآها البقال وأحضر على الفور سيارته لتوصيلها بسرعة إلى منزلها، لأنه يعرف أين أعيش. هل سأحصل على اللمسة الإنسانية إذا أصبح كل شيء على الإنترنت؟ لماذا أرغب في تسليم كل شيء إلى الإنترنت وإجباري على التفاعل مع حاسوبي فقط؟ أحب أن أعرف الشخص الذي أتعامل معه وليس مجرد (البائع). هذا يخلق روابط العلاقات. هل تقدم أمازون كل هذا أيضًا؟).