ـ يصعب في العالم، الذي نعيش، أن نجد خدمات مجانية بمعنى مجانية، كل ما يقدم لنا على أنه مجاني هو جر قدم، هكذا فعلت وسائل التواصل الاجتماعي عندما قدمت خدماتها على أنها مجانية، ثم اكتشفنا أنها كانت تبيعنا لشركات الإعلان، ثم بدأت بفرض بعض رسوم الاستخدام، ويبدو أن فرض رسوم استخدام بصورة كاملة مسألة وقت.
حتى عندما نتصفح بعض مواقع التسوق ودون أن نشتري شيئًا يكون الموقع قد باع مشاهدتنا هذه لبعض المعلنين. الجديد في عالم التسوق هو ما أعلنته أمازون عن تقديمها خدمة شراء السيارات الجديدة عبر موقعها الإلكتروني مع خدمة إيصال السيارة للمنزل، الموقع لا يقدم حاليًا سوى سيارات من شركة كورية للمتسوقين في أمريكا، لكنها في طريقها للمتسوقين في دول أخرى. ما الذي سيغيره البيع عبر الإنترنت أكثر مما غيّر؟
ـ الجديد في عالم موسوعة جينيس ليس أرقامًا قياسية، بل أغرب هذه الأرقام، ومع أني كنت ألوم الذين يفعلون الغرائب لمجرد دخول جينيس، إلا أني في المدة الأخيرة تصالحت معهم، فهم على الأقل لا يضرون أحدًا مهما بلغت أفعالهم من جنون أو حتى تفاهة، ولا أعلم لماذا لم تضم الموسوعة أسماء من تسببوا بالكوارث في العالم من موت ودمار كأكثر الأشخاص تخريبًا على الأرض. من غرائب الموسوعة ما حققه الأمريكي جريجوري فوستر، المعروف بصاحب المعدة الحديدية، حيث استطاع التهام 10 حبات فلفل خلال 30 ثانية، وقد يبدو الأمر عاديًا لمن يعتقد بأنه يستطيع التهامها في المدة نفسها أو حتى أقل، لكن الأمر لن يبدو عاديًا إذا ما علمنا أن نوع الفلفل الذي التهمه حريجوري يسمى (فلفل كارولينا) وهو الفلفل الأكثر حرارةً في العالم. وأن قطعة صغيرة منه قد تشعل لسان الشخص العادي لعدة ساعات. “إذا مو مصدق جرب!”. رقمًا قياسيًّا آخر حققه ديفيد راش بعد أن نفخ حبة بازلاء لمسافة 84 قدمًا عبر أرضية مستوية. ولا أحد يعلم إن كان جيران ديفيد قد شعروا بالغيرة عندما صاروا يشيرون إلى منزله قائلين: هذا منزل نافخ البازلاء! لا أخفيكم بأني بعد قراءتي لما فعله ديفيد حاولت نفخ علكًا صغيرًا كان في فمي، توقعت أن أوصله داخل سلة القمامة على بعد مترين، لكنه وقع على الكنبة على بعد متر واحد، وعندما التصق بالقماش ألقيت بالتهمة على ابن جيراننا الصغير، الذي كان في زيارتنا حينها، وأوصيت كل أبنائي ألّا يشعرونه بالغضب منه. فالأطفال لا يلامون على تصرفاتهم الطفولية!