|


أحمد الحامد⁩
أكثر من تسلية
2023-11-26
في مسلسلات وأفلام الكرتون القديمة عباراتٌ إنسانيةٌ عظيمةٌ، والواضح أن تلك المسلسلات كانت لمتعة الطفل وترسيخ القيم الإنسانية لديه، بل حتى مقدمات المسلسلات الكرتونية كانت تحثُّ على المحبة والسلام.
في المقدمة الغنائية لمسلسل “جريندايزر”، نجد أن الأغنية تدعو جريندايزر للعمل على منع انتشار الصفات السيئة: “كافح شرًّا، أبطل مكرًا في حزم وإباء، امنع طمعًا، اردع جشعًا، فالخطر كبير”. في مسلسل “النسر الذهبي” وبطله “ببيرو”، نرى أن أغنية المسلسل تحدِّد صفات الشخص الصالح: “يا ببيرو يا خير البنين، في وفائك صادق أمين، راسخ شامخ عن الجبين، تريد خير الناس أجمعين، صالح ناجح.. ببيرو”. أما قصص المسلسلات، فتدور عن صراع الخير والشر، وتسلِّط الضوء على القيم، وأهمية الصداقة والوفاء، وتتحدث عن جمال الحياة التي تمضي بسلام. في مسلسل “لحن الحياة” يمرِّر الكاتب على لسان الآنسة صفاء هذه العبارة الداعمة والباعثة للأمل: “قد لا نملك الأشياء الجميلة في حياتنا، لكن لدينا أمل في الحياة نفسها”. ومن مسلسل “فلونة” الذي أحببته كثيرًا، وأعجبت بشخصية الأب الهادئ الذي حوَّل الجزيرة بتعدد مهاراته اليدوية إلى جزيرة صالحة للعيش، أنقل ما قالته فلونة المشاغبة في لحظة صفاء: “ستكون نهاية العالم إن فقدنا الإنسانية”. وفي مسلسل “المحقق كونان” دار حوارٌ أدبي، لا يقلُّ جمالًا عن الحوارات في الروايات العظيمة. كانت ران تحب سينشي، وهو كان يحبها أيضًا، لكن ليس كل الرجال لديهم المهارة لإظهار كامل حبهم، ربما يبقى المخفي منه أكثر من الظاهر. ران: “تسمّي نفسك متحرِّيًا، ولا تستطيع اكتشاف ما في قلبي، غبي!”. سينشي: “أنتِ أول قضية لا أستطيع حلها، أقف أمامها عاجزًا، لأنه وببساطة تصبح بصيرتي عمياء أمام الفتاة التي أحبها”. في حين اقتُبس مسلسل “سالي” من رواية “الأميرة الصغيرة” للكاتبة فرانسيس هودسون، وعلى الرغم من أن هذا المسلسل هو الأكثر حزنًا، إلا أنه أيضًا الأقرب للواقع، فالحياة ما بين حزن وفرح، لكن بعض الأقدار قد تطيل الحزن مثلما حدث مع سالي. في المسلسل تقول سالي عبارةً، توضح فيها أهمية وجود الصديق في حياتنا، الصديق الذي لا تتردَّد في إخباره عمَّا في أعماقك: “نحتاج أحيانًا لصديق نخبره عن حالنا الحقيقي، وليس الحال الذي دائمًا بخير”. ومن مسلسل عهد الأصدقاء يوصل ألفريدو بأسلوبه النافذ هذه القيمة: “يجب أن أستمر في القراءة، أريد أن أحصل على أكبر قدر من المعرفة”. لا أعرف لماذا كنت أظن أن “ريمي” كانت صبيًا، لم يصحح لي الاعتقاد إلا أحد الأصدقاء أخيرًا، وإليكم هذا التفاؤل من إحدى مقولاتها: “نسيت الحزن شوقًا للغد الأفضل”.