|


أحمد الحامد⁩
10 بالمئة!
2023-11-28
أجد الـ 10 بالمئة في كل مكان وفي كل المجالات، في المطاعم الشعبية هناك مطعم يتفوق على آخر، مع أن الاثنين طعامهما لذيذ، لكن أحدهما يتفوق بنسبة أقدرها بعشرة بالمئة، وهذه العشرة تحديدًا هي التي صنعت الفارق بينهما.
في الأغنية توجد عشرات الأصوات الغنائية الجميلة، لكن الأشد حلاوة وأداءً تفوقوا بقليل عن زملائهم، وهذا القليل هو الذي صنع لهم تألقهم وتفردهم. في الفئات السنية لكرة القدم مواهب كثيرة، حتى أنك تتنبأ لهم مستقبلًا باهرًا، لكن المواهب التي تنضم للفريق الأول و(تطلع في التلفزيون) قليلة، أما الذي جعلهم ينضمون للفريق الأول دون زملائهم هي العشرة بالمئة التي يتفوقون بها عن زملائهم الموهوبين. يقال إن لاعبًا واحدًا ينضم للفريق الأول من بين كل 300 موهبة في الأكاديميات الكروية البريطانية. لا يعني ذلك أن الـ 299 غير جيدين، لكنهم لم يمتلكوا العشرة بالمئة الإضافية التي تصنع الفارق لصالحهم. قبل أسبوع، وأثناء متابعتي لمباراة النصر والأخدود، سجل كريستيانو رونالدو هدفًا من مسافة بعيدة، كان حارس المرمى والدفاع في طريقهم لحماية مرماهم، ولم يكن أمام رونالدو إلا رفع الكرة عاليًا باتجاه المرمى على ألّا يتمكن الحارس والدفاع من اللحاق بها. الأمر لا يحتاج إلى مهارة، كل اللاعبين في الملعب ماهرون، الأمر يحتاج إلى مهارة فائقة. اتخذ رونالدو القرار ونفذه وكأنه يرسم على ورقة، كل ذلك في أقل من ثانية، ارتفعت الكرة عاليًا لتسقط من أعلى داخل المرمى بطريقة عجز عنها الحارس والدفاع تمامًا. لست هنا أتحدث عن مهارة كريستيانو، فهي معروفة عالميًا، لكني أشير للعشرة بالمئة التي جعلته يفعل ما فعله بالكرة، وجعلته طوال مشواره يتميز عن لاعبين كبار، هم أيضًا تفوقوا بعشرة بالمئة عن زملاء لهم. بالعشرة بالمئة تفوق ميسي على لاعبي المنتخب الفرنسي في نهائي كأس العالم، وبالعشرة بالمئة تفوق مارادونا على الأسماء الأرجنتينية التاريخية التي سبقته. كذلك زين الدين زيدان وبقية الأساطير. يحكي لي أحد المشتغلين بصفقات انتقال اللاعبين: عندما أحضرت لهم حارس المرمى الشاب أدخلوه مباشرة في التدريبات، كان رائعًا ولم يكن أقل مستوى من حارس مرماهم الأول، لقد اعتقدت بعد انتهاء التمرين بأنهم سيوقعون عقدًا معه، لكن مدرب الفريق فاجأني بالقول بأن الحارس الشاب بمستوى حارس المرمى الأول، وهذا ما يمنعهم من التوقيع معه، لقد كانوا يبحثون عمن هو أفضل. اليوم كلما تذكرت الحكاية أقول بأن الحارس الشاب الموهوب كان من دون العشرة بالمئة. في الحياة عمومًا نحتاج دائمًا للعشرة في المية، والجيد أننا نستطيع اكتسابها في شؤون كثيرة إذا ما أخلصنا.