|


أحمد الحامد⁩
الفوز الأكبر والأغلى
2023-11-29
فوز المملكة بتنظيم إكسبو 2030 كان ثمرة من ثمار الرؤية، فوز سبقته إنجازات كبرى وبعده إنجازات كبرى بإذن الله. لم أتفاجأ من فوز المملكة حتى في وجود كوريا الجنوبية وإيطاليا كمنافسين، فقد قفزت المملكة قبل الترشح قفزات عملاقة خلال سنوات قليلة، وأعجز عن عد الإنجازات لكثرتها لأنها تواجدت حتى في التفاصيل، بداية في الأنظمة وصولًا لأسلوب الحياة ورفاهيتها.
اليوم أصبح الواقع يقول إن العالم يتحدث عن نيوم كوجهة العالم السياحية المستقبلية، والجميع شاهد القنوات العالمية والسوشال ميديا تنشر صور (ذا لاين) كأول مدينة من مدن المستقبل. لقد صار طبيعيًّا أن تشاهد أفواج السياح من جميع أنحاء العالم في مطارات المملكة، وصار معتادًا أن تشاهد مئات الفيديوهات التي يبثونها عن الأماكن السياحية السعودية بشكل يومي. أما في الرياضة فقد تحول الدوري السعودي من صعيد آسيوي إلى عالمي، ومن دوري كان مجهولًا للجمهور في البلدان البعيدة إلى مشاهدين في جميع القارات يدفعون اشتراكهم الشهري لمتابعة النجوم العالميين. الإنجازات في كل الاتجاهات وبسرعة تتسارع ولا تهدأ، في العمران والتعليم والصحة والتقنية والاقتصاد وأسلوب الحياة. أما الرياض فقد أصبحت عاصمة السياسة والاقتصاد عالميًّا. هل أقول إن كل الإنجازات هي مجرد بدايات؟ لن أتردد وسأقول نعم، إنها البدايات في معايير الملهم محمد بن سلمان، وإذا ما كانت بعض الشعوب تتحدث عن نهضة بلدانها، فإني ومثلي الملايين على ثقة بأن العالم كله سيتحدث عن أعجوبة المملكة بعد سنوات قليلة إن شاء الله، وأن النفط الذي كان مصدر الدخل الرئيس للبلاد سيصبح مصدر دخل بالتساوي مع عشرات المصادر. يقول لي أحد الطلبة ممن يدرسون في إحدى الدول الأوروبية بأن زملاءه في قسم من أقسام الطيران المدني لا يتوقفون عن التحدث لما يجري في المملكة، سألوه عن نيوم، وعن ذا لاين، وعن سهولة سفرهم للمملكة اليوم، ولم يتوقف حديثهم عن الدوري السعودي ونجوم الكرة. في إحدى المحاضرات قال له الأستاذ: عليك أن تجد لنا عملًا في السعودية، لأننا بعد سنوات سيكون الجميع هناك. لقد كان فوز المملكة بتنظيم إكسبو فوزًا عادلًا، ومنصفًا، جاء بعد الفوز بتنظيم كأس العالم 2034 وبعد الفوز بتنظيم كأس الأمم الآسيوية 2027 ودورة الألعاب الشتوية 2029 والصيفية 2034 بالإضافة لبطولات عالمية أخرى. لقد جاء الوقت الذي يصبح فيه كل فوز سعودي في تنافس عالمي طبيعيًّا ومنطقيًّا، لكن الفوز الأعظم والأكبر والأغلى للشعب السعودي والعربي هو الفوز بمحمد بن سلمان.