|


تركي السهلي
روح شريرة
2023-12-05
هزيمة النصر من الهلال ليست إلاّ منعطفًا، فالدوري لم ينته بعد، حتى وإنّ عمّت الأفراح الفريق الأزرق ورقص “ابن نافل” و”آل
بليهي” في غرفة الملابس. ورقصة الفوز الهلالية مُبكّرة جدًّا، ولو أخذها المسؤول النصراوي، ووضعها في غرفة ملابسه، وعرضها مع كُل مباراة، لرقص الأصفر في نهاية المرحلة.
إنّ الانتشاء الهلالي بعد المباراة له مبرّراته، لكنّ سيكون له تداعياته إن أحسن المُسيّر الأصفر في رفعها إلى درجة الملاحقة بروح شرسة لا تعرف التراخي، وأودعها في نفس كل داخل في صناعة الفريق وتهيئته.
لقد انهزم النصر، لكنّه لم يخسر، ولا تزال المعركة محتدمة، ومن يريد أن يلاحق، عليه أن يكون أكثر سرعة، وأكثر إصرارًا.
إنّ الروح “ الشريرة “ التي بثّها “جيسوس” في نفوس لاعبيه الزُرق، لن ينفع معها وداعة، وطيبة، وهدوء، وتسليم، من قبل “كاسترو” وعناصره، الذين عليهم طرد الجانب “الخيّر” فيهم، وإظهار الأسلوب “الوحشي”.
إن النشوة الزرقاء مُحفّز كبير للأصفر المهزوم، ولكي تذهب مسبّبات الضعف، لا بد من دوافع قوّة.
لقد طعن الأزرق بخنجره خاصرة الأصفر الوديع الآمن المستأمن، وعلى النصراوي الطيّب الاستعانة بكل “أصفر” يُجيد قراءة الخوافي، ويعرف كيف يردّ الطعنة الواحدة بطعنات متتالية لا يقوم معها الجسد الهلالي إلاّ حينما يكون طيّبًا أمام النصراوي ووديعًا أمام وجهه الجديد.
إنّ الجُرح النصراوي أكبر من مجرّد هزيمة، ولكي يُشفى منه لا بدّ من البحث عن مُقاتل لا يعرف الاختباء، ويُجاهر بحبّه للنصر، ويُقبّل شعاره أمام الملأ، ولا يخاف من “مسؤولياته”، ويكسر الشاشات كُلّها حين الخسارة.
إنّ معادلة الفوز والهزيمة واردة في عالم كُرة القدم، لكنّ موازين القوى هي التي تُرسم وتوضع من بُعدٍ مُعلن على المسرح وأثناء النزال.
لقد رقص الهلالي في السنوات الخمس الأخيرة أكثر من غيره، وحان الوقت كي يظهر له راقص جديد لا يهدأ ولا يملّ، ويجيد تحريك القطع تحت السطح وفوقه، ويلعب في المساحة الضيّقة مثلما يلعب في تلك الواسعة.. ولديه سيّف ذهبي.