|


ماجد التويجري
رحل الطيب
2023-12-15
لو سألني أحد عن أطيب وأطهر وأنقى قلب بين كافة مسؤولي الأندية السعودية الذين تعاملت معهم طوال مشواري الإعلامي الممتد لأكثر من 30 عامًا لما ترددت بالقول إنه الأمير بندر بن محمد أحد رجال الإنجازات الهلالية الكبيرة.
وصلني خبر وفاته كالصاعقة وكالزلزال وكالطوفان المدمر، فبكيت دمعًا ودمًا، لأنني أعرف من هو بندر بن محمد الإنسان المليء بالخير والحب والعطاء، وكثيرة هي المواقف التي عايشتها شخصيًّا مع هذا الأمير الرحب، التي كانت دلالة وافية على المساحة العاطفية الكبيرة التي تمثل شخصية بندر بن محمد مع القريب والبعيد.
كان رجلًا طيبًا وخلوقًا ونظيفًا، وأعني هذا الكلام بحذافيره فلم يختزل الوسط الرياضي لهذا الأمير تعاملًا أو قولًا جارحًا، وإنما كان نموذجًا يحتذى به في التنافس الشريف الأصيل، ولا أنسى كلامه عن رحيل الرمز النصراوي الكبير الأمير عبد الرحمن بن سعود حينما سألوه عن تأثر نادي النصر بغياب الراحل الكبير فقال الأمير بندر بن محمد: «عبد الرحمن بن سعود لن يفتقده النصر فقط، وإنما سيفقده الهلال أيضًا لأنه منح التنافس بين العملاقين مذاقًا خاصًا وروحًا متقدة، وأيضًا ستفتقده الرياضة السعودية بمجملها لأن عبد الرحمن رمز وأكثر من رمز».
لا أعرف لماذا تذكرت ذلك الموقف وهذا الكلام وأنا أتعزى برحيل بندر بن محمد.. بالتأكيد لأنه كلام كبير عن كبير وكلام قامة عن قامة، ولدي يقين تام لو كان عبد الرحمن بن سعود حيًا يرزق لقال نفس ما قاله الأمير بندر عنه، فرحمهما الله جميعًا وجعل مثواهما الجنة.
سيظل خبر وفاة بندر بن محمد بالنسبة لي أحد أكثر الأخبار السيئة والموجعة والحزينة طوال حياتي، فقد عرفته أخًا يشاطرني كل المشاعر، فما كانت تشغله عن أصدقائه وأحبائه مشاغل أو ارتباطات.. كان بندر بن محمد والله على ما أقول شهيد أميرًا بتعامله وبقلبه وأخلاقه وإنسانيته.. والحزن على من مثله، والدمع على من مثله، والوجع على من مثله هو أقل ما نملك.. أما الدعاء فستبقى ألستنا وقلوبنا تلهج بالدعاء لهذا الأمير الطيب أن يحفه المولى بواسع رحمته ويلحق بالأنبياء والصديقين والشهداء..
اللهم ارحم بندر فقد كان أحد عبادك الطيبين.