|


سعد المهدي
وماذا بعد خسارة الاتحاد؟
2023-12-16
خسر الاتحاد في المرة التي كان يجب أن يفوز فيها على الأهلي المصري كما فعلها مرات سابقة، في لقاء تسلح فيه بالنجوم العالميين والأرض والجمهور، خسر حين كان في الطريق لكتابة تاريخ جديد بعد أن تخلص من كبوات وعثرات أبعدته أكثر من عقد ليجد نفسه على موعد مع “مونديال” استثنائي، فما الذي يمكن أن يفعله ليحافظ على توازنه كيلا يسقط مجددًا، وما الدور الذي على إدارته ومدربه وجمهوره فعله بدءًا من اليوم الذي يلي ذلك؟
كُنَّا نؤمل بأن تكون مواجهة الاتحاد التي كسبها أمام أوكلاند النيوزلندي تحضيرًا مناسبًا لخوض مباراته التالية التي يواجه فيها الأهلي، حيث قدَّم عرضًا جيدًا بعيدًا عن مستوى أوكلاند، فالفكرة كانت أن يكون قد وضع قدمه الثقيلة على مضمار سباق البطولة، تأخذه إلى الاتحاد الذي نعرفه في المواجهات المشابهة خاصة حين يلعب على أرضه وفي حضرة مدرجه العاشق، الذي عادة ما يستلهم منه القوة والروح ويهديه الانتصار والإنجاز، إلا أن هذا لم يحدث.
إذًا هي صفحة وطويت، وأمام الفريق مشوار الموسم المحلي والآسيوي ولا بديل عن الاعتراف بالأخطاء والتسليم بما حدث، غير ذلك يعني العودة إلى المربع الأول وهو ما يخشاه الاتحادي المحب حين تضيع “حكمة” المواقف الصعبة وتطل برأسها “القراءات العاطفية أو المتأزمة” التي تعطل الإصلاح بالبحث عمن وراء الخسارة نفسها، بدلًا عما يجب فعله بعدها، وأيضًا ما الأهداف التي على الإدارة تحديدها من جديد، مع رسم خارطة طريق الوصول.
بقاء الاتحاد في المنافسة على كل البطولات، هو المعيار الذي تقاس عليه قيمة الفريق لا حصدها جميعها، وهو من النادر أن يتم،
وقد كان من المنتظر الذهاب بعيدًا في “المونديال” ليس أكثر من ذلك، ولأن الفريق توقف دون تحقيق حتى ما هو متوقع وخرج من واحدة من البطولات، عليه أن يظل في مشوار البطولات المتبقية باسم “منافس” لا مشارك، هذا سيكون مرضيًا ولائقًا ومنطقيًا إلى أن يصحح الفريق أخطائه من الداخل.